بعد هزيمة حزيران ,خرج علينا مجلس الأمن بالقرار (242) واليوم صدر قرار من مجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية ذو الرقم (1042) , فذك القرار دعا اسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة والتي احتلت في ال67 , ومن ثم تحول القرار وعند الترجمة أصبح مضمونه (انسحاب اسرائيل من أراض عربية محتلة ) والسؤال هنا :
هل كانت الترجمة هي السبب من لغة
إلى لغة أخرى أم أن نص القرار لم يختلف عن نصه الأصلي بعد الترجمة ؟
فقد أميل إلى أن نص القرار لم
يتغير عن نصه الأصلي بعد الترجمة , والسبب المباشر لذلك هو:
أن الجولان لم يتم احتلاله من قبل
اسرائيل , وإنما أعطي هدية من قبل حافظ الأسد في مقابل دعم حكمه العائلي الطائفي
والمتشح بحزب البعث العربي الاشتراكي , والدليل أن أحد السياسيين الاسرائيليين قال
منذ فترة , أن الأسد لو كان يريد إعادة الجولان لأعادها عن طريق المفاوضات , ولكنه
لم يفعل ذلك , لأن وجود الجولان بيد اسرائيل هي الركيزة الأساسية لبقاء نظام
العائلة .
وبقي قرار مجلس الأمن ذو الرقم 242
هو المظلة لكل القرارات والذي يحتمي تحتها العرب والاسرائيليون في وقت واحد ,
والنتيجة لاشيء على الأرض ,إلا أنظمة مستبدة تدعي الثورية وهي قمة التخلف والرجعية
, أساليبها في الحكم أساليب القرون الوسطى وحتى أساليب عصر الرقيق الواغل في القدم
, والثورة السورية هي الثورة الأولى التي تتطابق مع ثورة العبيد ضد الرومان عندما
ثار سبارتكوس على القيصر ومعه مجموعة من العبيد عام 71 قبل الميلاد , وشنقه القيصر وكانت كلماته
الأخيرة للشاعر أمل دنقل :
معلّق أنا
على مشانق الصباح
و جبهتي –
بالموت – محنيّة
لأنّني لم
أحنها.. حيّه !
أراد الشعب
السوري الثورة على العبودية والذل والقهر والحرمان والقتل والتشريد والتعذيب ,
فكانت النتيجة مذابح لم يشهد لها التاريخ مثيلاً , لنظام حاكم ضد شعبه والعالم بين
ساكت وداعم للقتل وبين منافق وباطني في التعامل لايخرج عن حيز الكلام , والفعل جاء
بهد هذه المجازر بقرار ال1042 , وهذه خطة عنان تلقى الدعم من كل دول العالم ,
وعنان طبخ خطته في مطابخ معدة سلفاً هي مطابخ الداعمين لنظام العصابات المجرمة ,
فبصمت عليها اسرائيل سراً , وكذلك ايران وروسيا والصين , وفوق كل هذا نجد من نحسب
أنهم بجانبنا يقولون , إن تسليح الجيش الحر أمر جيد , وإقامة منطقة عازلة واجبة ,
وبعد كل هذه الأقوال وصلوا لخطة لتخيف الضحايا العلنية , فقد كانت وفاقت المائة
فعلى الأقل وصلت في اليومين الماضيين أقل من الثلاثين , فهو جيد حتماً , (قليل
دائم خير من كثير منقطع ) , وما قيمة الأنفس البريئة والتي أزهقت أنفاسها ؟ فعددها
قليل لاقيمة له , وصدر قرار 1042 . ورحبت المعارضة فيه كما رحب بقرار 42 السابق
فهم يريدون
بقاء هؤلاء القتلة والمجرمون , ولكن الشهيد الذي علق على المشانق يقول لمن بقي
حياً من إخوانه بأبيات متممة من القصيدة
أعلاه : يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في
نهاية المساء
في شارع
الاسكندر الأكبر :
لا
تخجلوا..و لترفعوا عيونكم إليّ
لأنّكم
معلقون جانبي.. على مشانق القيصر
فلترفعوا
عيونكم إليّ
لربّما..
إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ
يبتسم
الفناء داخلي.. لأنّكم رفعتم رأسكم.. مرّه !
فثوارنا
الأبطال رفعوا رأسهم ورفضوا عبوديتهم لأنهم أحرار , وستبقى هذه الهامات تعانق
السماء , ولسان حالهم يقول:
لن ننحني
بعد الآن
لن نعلم
أولادنا الانحناء للإنسان
خلقنا
أحرار , وسنموت أحرار
ولو علقنا
كلنا على جذوع الأشجار
زمن
العبودية ......صار سراب— صار سراب – صار سراب
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق