الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-15

سوء الطالع في الرقم – بقلم: د.عبدالغني حمدو


بعد هزيمة حزيران ,خرج علينا مجلس الأمن بالقرار (242) واليوم صدر قرار من مجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية ذو الرقم (1042) , فذك القرار دعا اسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة والتي احتلت في ال67 , ومن ثم تحول القرار وعند الترجمة أصبح مضمونه (انسحاب اسرائيل من أراض عربية محتلة ) والسؤال هنا :


هل كانت الترجمة هي السبب من لغة إلى لغة أخرى أم أن نص القرار لم يختلف عن نصه الأصلي بعد الترجمة ؟


فقد أميل إلى أن نص القرار لم يتغير عن نصه الأصلي بعد الترجمة , والسبب المباشر لذلك هو:
أن الجولان لم يتم احتلاله من قبل اسرائيل , وإنما أعطي هدية من قبل حافظ الأسد في مقابل دعم حكمه العائلي الطائفي والمتشح بحزب البعث العربي الاشتراكي , والدليل أن أحد السياسيين الاسرائيليين قال منذ فترة , أن الأسد لو كان يريد إعادة الجولان لأعادها عن طريق المفاوضات , ولكنه لم يفعل ذلك , لأن وجود الجولان بيد اسرائيل هي الركيزة الأساسية لبقاء نظام العائلة .

وبقي قرار مجلس الأمن ذو الرقم 242 هو المظلة لكل القرارات والذي يحتمي تحتها العرب والاسرائيليون في وقت واحد , والنتيجة لاشيء على الأرض ,إلا أنظمة مستبدة تدعي الثورية وهي قمة التخلف والرجعية , أساليبها في الحكم أساليب القرون الوسطى وحتى أساليب عصر الرقيق الواغل في القدم , والثورة السورية هي الثورة الأولى التي تتطابق مع ثورة العبيد ضد الرومان عندما ثار سبارتكوس على القيصر ومعه مجموعة من العبيد  عام 71 قبل الميلاد , وشنقه القيصر وكانت كلماته الأخيرة للشاعر أمل دنقل :
معلّق أنا على مشانق الصباح
و جبهتي – بالموت – محنيّة
لأنّني لم أحنها.. حيّه !

أراد الشعب السوري الثورة على العبودية والذل والقهر والحرمان والقتل والتشريد والتعذيب , فكانت النتيجة مذابح لم يشهد لها التاريخ مثيلاً , لنظام حاكم ضد شعبه والعالم بين ساكت وداعم للقتل وبين منافق وباطني في التعامل لايخرج عن حيز الكلام , والفعل جاء بهد هذه المجازر بقرار ال1042 , وهذه خطة عنان تلقى الدعم من كل دول العالم , وعنان طبخ خطته في مطابخ معدة سلفاً هي مطابخ الداعمين لنظام العصابات المجرمة , فبصمت عليها اسرائيل سراً , وكذلك ايران وروسيا والصين , وفوق كل هذا نجد من نحسب أنهم بجانبنا يقولون , إن تسليح الجيش الحر أمر جيد , وإقامة منطقة عازلة واجبة , وبعد كل هذه الأقوال وصلوا لخطة لتخيف الضحايا العلنية , فقد كانت وفاقت المائة فعلى الأقل وصلت في اليومين الماضيين أقل من الثلاثين , فهو جيد حتماً , (قليل دائم خير من كثير منقطع ) , وما قيمة الأنفس البريئة والتي أزهقت أنفاسها ؟ فعددها قليل لاقيمة له , وصدر قرار 1042 . ورحبت المعارضة فيه كما رحب بقرار 42 السابق
فهم يريدون بقاء هؤلاء القتلة والمجرمون , ولكن الشهيد الذي علق على المشانق يقول لمن بقي حياً من إخوانه  بأبيات متممة من القصيدة أعلاه : يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الأكبر :
لا تخجلوا..و لترفعوا عيونكم إليّ
لأنّكم معلقون جانبي.. على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم إليّ
لربّما.. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ
يبتسم الفناء داخلي.. لأنّكم رفعتم رأسكم.. مرّه !
فثوارنا الأبطال رفعوا رأسهم ورفضوا عبوديتهم لأنهم أحرار , وستبقى هذه الهامات تعانق السماء , ولسان حالهم يقول:
لن ننحني بعد الآن
لن نعلم أولادنا الانحناء للإنسان
خلقنا أحرار , وسنموت أحرار
ولو علقنا كلنا على جذوع الأشجار
زمن العبودية ......صار سراب— صار سراب – صار سراب
د.عبدالغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق