مساء الاثنين الموافق التاسع من نيسان أعلن
الجيش الحر بأنه سيوقف عملياته ضد عصابات المجرم الأسد وشبيحته، بدءاً من العاشر من
نيسان، ولمدة ثمانٍ وأربعين ساعة، وأنه سيكون ملزماً بهذا الإعلان، إذا التزم الأسد
بسحب قواته وأوقف القتل خلال هذه المدة، وفي حال انتهائها فإن الجيش الحر لن يكون ملزماً
بشيء.
بينما كان المجرم الأسد – المعني الوحيد بوقف
القتل يوم العاشر من نيسان– يواصل قتله ويسقط يوم الثلاثاء أكثر من مائة شهيد، ويستخدم
الطيران الحربي في القصف على المدن والقرى، ووزير خارجيته "المعلم" يتحدث
من "موسكو" بأن دمشق استقبلت وفداً من الأمم المتحدة للتوقيع على برتوكول
لإدخال فرق المراقبين الأمميين، والتي يفضل أن يكون اغلبها من الروس.
ومساء اليوم نفسه دعا المجتمع الدولي الأسد
إلى الالتزام بوقف القتل في موعد أقصاه يوم الخميس الثاني عشر من نيسان، والتعهد بوقف
القتل، بعد أن أرسل "عنان" بأنه لم يتلق أية بادرة من الأسد تؤكد نيته على
الالتزام بوقف القتل، وأن الأسد لم يتعاون مع مبادرته مطلقاً، وقد ناقضت المنظومة الدولية
نفسها بشكل فاضح، عندما أعلنت على لسان "عنان" بأنه من المبكر القول بأن
مبادرته قد فشلت، دون أي احترام لما قاله بأن دمشق لم تلتزم بأي من تعهداتها، وضرب
عرض الحائط بيوم الثلاثاء الذي أعتبر مهلة أخيرة للأسد .
وهذا ما توقعت حدوثه! عندما استمعت لدعوة مجلس
الأمن في الرابع من نيسان للأسد، بالتطبيق العاجل والملموس لالتزاماته التي أعلنها
لعنان، والتي تشمل وقف تحرك القوات باتجاه المراكز السكنية، والتوقف عن استخدام الأسلحة
الثقيلة، وبدء سحب التكتلات العسكرية من المناطق السكنية وما حولها، والانتهاء من تلك
الخطوات بحلول العاشر من نيسان، ومن ثم دعوة جميع الأطراف إلى وقف العنف المسلح بجميع
أشكاله في غضون ثمانية وأربعين ساعة من تنفيذ الحكومة السورية لتلك التدابير؛ وقلت
وقتها بأن هذين اليومين مهلة جديدة مجانية للمجرم الأسد لمواصلة إبادته للشعب السوري!
وقد حدث كذلك ما توقعته في مقالي "العاشر
من نيسان يوم الحسم" بأن: ((يوم الثلاثاء العاشر من نيسان سيكشف كل الأوراق، ويفضح
المستور، ويظهر حقيقة هذه المنظومة التي تدعي أنها تحقق العدل وتدعو للحرية، ويتوقع
أن لا يسحب المجرم بشار قواته ولا يتوقف عن إبادة الشعب السوري، بينما سيكون الحديث
بعد هذا اليوم عن محاورة بين الأمم المتحدة والأسد على إدخال فرق المراقبة الأممية،
وهذا الاسم لا نريده وهذا نريده، ليأخذ عدة أسابيع أخرى، وسط مواصلة الإبادة، ومحاولة
التغطية على الهدف الحقيقي، وهو وقف القتل فوراً، وهو ما تخطط له هذه المنظومة الدولية
التي تسعى إلى إبقاء هذا المجرم – الحارس الأمين لحدود الصهاينة– وسط مواصلته إنهاء
الثورة السورية، دون أي اعتبار لحرمة الدم السوري، والمهم أن لا يتسبب في أي قلاقل
لابنتهم المدللة "إسرائيل")).
وهو ما أكده المعلم من أن وفداً وصل إلى دمشق
لمناقشة البرتوكول المزمع توقيعه بين الأمم المتحدة والأسد لدخول المراقبين الأمميين،
وكأن الأمر لا يعني المعلم والأسد بحال، بينما أعلن الجيش الحر موافقته على وقف إطلاق
النار بدءاً من يوم الثلاثاء، حرصاً منه بالمحافظة على الوطن والمواطن السوري، وكأنه
هو المعني بمطالبة الأمم المتحدة!
بينما كان الأصل بهذه المنظومة الإجرامية،
التي تغطي على الجرائم المرتكبة في سوريا؛ أن تعلن نعيها لمبادرة عنان، لعدم التزام
الأسد بوقف القتل في يوم العاشر من نيسان، ورفضه سحب قواته من المدن، وسحب الاعتراف
بالأسد من الأمم المتحدة والجامعة العربية، وطرد ممثليه، وإغلاق جميع السفارات وسحب
السفراء من دمشق، وملاحقة المجرم الأسد كمجرم حرب، والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً
وحيداً للشعب السوري، ودعم الجيش الحر بكل الإمكانيات لسحق فلول الأسد، وقطع أيديهم
الممدودة بسوء إلى الشعب السوري.
وإلا فالعار عليكِ كل العار أيتها المنظومة
الإرهابية الكاذبة الأثيمة، والتي لن تعود تشرف أي إنسان به ذرة من شرف، أو أي شخص
سوري، أن ينضوي تحت هذه المنظومة التي تشرعن الإرهاب والقتل وإبادة الشعوب، وتطالب
الشعوب العزل بالاستكانة لسكين الجزار، وتكذب نفسها وتناقض تصريحاتها التصريحات الأخرى،
حتى فاقت المجرم الأسد في كذبه ودجله!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق