الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-22

عش الدبابير والسـباحة في التفاصيل - بقلم: عز الدين سالم


كوفي عنان دخل عـش الدبابير دون أن يشـعر دخل وهو يظن أنه يملك القوة متجاهلا أو عن عدم دراية مع من سـيتعامل فهل درس خطواته ونوعية الأرض التي يقف عليها فهو بين مطرقة ثورة لا تنحني ولن تقبل بأنصاف الحلول تصارع ثوارها مع الموت فأضحى النصر هدفا لن يرضوا عنه بديلا سـوى الموت. إما إسـقاط هذا النظام أو الموت لا أنصاف حلول ولا منتصف طريق وهذه هي معضلة كوفي عنان والنظام السـوري والعالم نظام متشـبث في السـلطة ومحاور دولية تدفع بكل ثقلها لبقائه في السـلطة وشـعب ثائر دفع وما زال يدفع أقسـى ما يمكن تخويفه به ولن يركع فهل أدرك العالم هذا ؟


في خلال عشـرة أيام صدر قرارين من أعلى سـلطة دولية لدخول مراقبين لكشـف المفضوح أو لسـتر تخاذل العالم وهذا متوقف على مدى أخلاقيات المراقبين والهدف الغير معلن عن حقيقة تواجدهم فبعد اندفاع ملحوظ من روسـيا وبشـيء من الاستغراب ولأول مرة تسـعى خلف قرار أممي  لإرسال مراقبين دوليين إلى سـورية بعد معارضة شـديدة ؟ ويصدر القرار بالإجماع وهنا يجب أن نتوقف كثيرا عند هذا الأمر في يقظة وتدبر بدون اندفاع متسـائلين حول هذا الموقف , لماذا ؟فهل النظام السـوري اعتقد انه أنهى عملياته أو بحاجة لوقت إضافي فأعطته روسـيا هذا الوقت في محاولة جديدة للدخول في مفاوضات حول المراقبين وسـمعنا عن أسابيع بينما الشـعب السـوري يُذبح والقصف والقتل يجري على قدم وسـاق والجزار يسـير قدما مع احتمال وجود خديعة متفق عليها مع أطراف دولية كما هو عهدنا بهذا النظام الماكر وتمرسـه في الكـذب وقـدرته على المراوغة والدخول بتفاصيل شيطانية وبمساندة روسـية وهنا بيت القصيد ومكمن الخطر فمن سـيختار المراقبين وما هي الدول التي سـترسل مراقبين وعن طبيعة مهامهم والبوادر ظهرت اليوم في لقاء البعثة الأولية مع محافظ حمص فهل نجد أنفسـنا أمام دابي جديد وما هي النوايا فهل سـيدخلون لوقف العنف أو لحفظ ماء الوجه للمجتمع الدول حول فشـله الذريع في إيجاد حل في سـورية فوجدوا الحل في القضاء على الثورة السـورية في مسـاعدة النظام في كشـف النشطين من المعارضة وتحديد هوياتهم أو مواقعهم أو لدس بعض العملاء ضمن البعثة ليكونوا شـهود زور أو شـاهد ماشـفش حاجة ليصدر تقرير يدين سـلمية الثورة السـورية ويعطي النظام الحق في استعمال القوة  حسـب رواية روسـيا والنظام وبشـكل ملفت للنظر جاء الموقف الروسـي وعلى هذا يترتب على الشـعب السـوري أن يتعامل بحذر شـديد مع هذه البعثة من المراقبين وعلى الناشـطين عدم الظهور أمام المراقبين بشـكل علني وعدم الإفصاح عن معلومات قد يسـتفيد منها عصابات النظام وعدم اصطحابهم إلى المشـافي الميدانية حتى لا يكونوا أهداف محددة لعمليات تجرى ليلا بعد مغادرة المراقبين كما يجب على المجلس الوطني أو من يتابعون الشـأن السياسي للثورة من جميع أطياف المعارضة التدخل وطرح الأسئلة لتكشـف عن جنسـيات المراقبين ودراسـة توجهاتهم والعمل على منع بعض المراقبين من دول مثل لبنان والعراق وإيران وغيرها من الدول المسـاندة للنظام كما يشـترط النظام فللطرف الآخر حق الاختيار أيضا مع اعتراف العالم بوجود طرفي نزاع  لتحديد المدة التي تسـتمر فيها المفاوضات حول التفاصيل التي يعمل عليها النظام في كسـب الوقت إن كانوا جادين فعلا في وقف القتل كما يقولون حتى لا تكون فرصة جديدة من الفرص العديدة التي أُعطيت للنظام وليدفع ثمنها الشـعب السـوري من دمه وأبنائه .
ومن ثم  يجب العمل على حشـد طاقات الشـعب في تظاهرات مليونية تكون صفعة للنظام لتفشـل مخططاته مع روسـيا ومن يسـبح في فلكهما وهنا يأتي دور السـباق بين أطياف المعارضة في إثبات من هو الأجدر لتحقيق مكاسـب على الأرض ومن هو وطنية الجميع على المحك في سـباق على العطاء لهذا الشـعب وسـتظهر النوايا للمؤمنين بالثورة ويدفع بما أوتي من قوة لإنجاح هذه الثورة ومن هو متخاذل ومتسـلق على دماء الشـهداء ويعمل بأجندة محددة . وسـنرى الأبيض من الأسود حيث لا مكان هنا لمنطقة وسـطى ما بين الجنة والنار وغدا لناظره قريب ويبقى الحل الحقيقي في إصرار شعبنا وصموده وهو الوحيد لثورة الكرامة  والخلاص من الاسـتبداد والانتقال إلى الحرية واستعادة سـوريا التي سـلبت إرادتها بهذا النظام الذي زجها في أتون حرب لا يعلم عواقبها إلا الله و عرضها للبيع من أجل السـلطة ولتحقيق أهداف أجندة إقليمية وإدخالنا في محور بغيض وإقحام سـورية في نزاعات إقليمية دنيئة تكيد للشـعب السـوري وللأشـقاء المكر والخداع ولكن وبفض الله ووعي هذا الشـعب الذي فضل الموت على الخنوع سيكشـف الغطاء عن الخونة وراء السـباحة في فلك إيران وروسـيا وإعطائهم القواعد العسـكرية على تراب وطننا الغالي وسـننتصر إن شاء الله وبعونه وهمم شـبابنا المخلص
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق