الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-05

مؤتمر "أصدقاء سوريا" في اسطنبول – بقلم: فاروق مشوح

بسم الله الرحمن الرحيم                                             
عندما ينشغل العالم كله عن مذبحة شعب بكامله، وعندما يغض هذا العالم الطرف عن نظام مجرم قاتل عريق في إجرامه، ممعن بدون أدنى رحمة في قتله .. عندما يحدث مثل هذا الأمر، بشهادة ملايين البشر، وعلى مستوى الفضاء الكوني .. فإننا نتعلق بأوهى الأسباب في النصرة، وأعجز المؤتمرات في القرار، وأضعف الأصوات في التأييد، وبذلك نرى بعد الأمل فيما يسمى بمؤتمر "أصدقاء سورية" المنعقد في استانبول الأول من شهر نيسان .. والأول من شهر نيسان له دلالته، فأخشى أن يكون هذا الأمر نذير شؤم يذكر بالكذبة المعروفة التي يتداولها الناس في مثل هذا اليوم، حيث يباغتون بعضهم بعضًا بأن حلمه الذي ينتظره قد تحقق، وأن أمنيته قد وقعت، والبشرى الكبرى قد حانت .. لكن ذلك، ما أن تخرج روحه إلى فضائها الجميل، حتى يعيده الواقع المر إلى أرض الحقيقة البائسة .. إنها كذبة نيسان .. فهل حدث لنا نحن أبناء الشعب السوري ما حدث لمن يتكاذبون، ومن يمنون بعضهم بعضًا أماني الوعود الخادعة؛ ثم لا يلبثون أن يعيدوهم إلى فكرة المأساة بغلاظة الحس الإنساني اللاهي، وشَرَك الخديعة المستهتر..
      
هل قسونا على المؤتمر المذكور الذي شاركت فيه أكثر من ثمانين دولة اجتمعت في استانبول الدولة العلية، حاضرة بني عثمان الميامين، الذين كانوا يقولون ويفعلون، وينذرون ويوفون، ثم جاء من يقول ويقول فقط "لا يمكن أن ندخل في خطة يبقى فيها النظام" .. وحسب .. كان هذا مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي جاء بعد مؤتمر تونس الثورة الأولى ضمن الربيع العربي، نهاية شهر  شباط من هذا العام .. وكان منه ما سوف يكون لمؤتمر استانبول بفارق واحد، وهو أن مؤتمر استانبول، وجد في مبادرة "عنان" أمين الأمم المتحدة السابق مشجبا علق عليه كل الوعود، وهو أقوى من مشجب جامعة العرب وأمينها العربي جدًّا جدًّا، الذي جاءنا من بغداد، وهي تعقد مؤتمرها العربي في عاصمة الحضارة العربية سالف الدهور والأزمان، وعاصمة حلفاء السلك الانعزالي المحسوب على أمريكا وإيران .. فما أن انتهى ذلك المؤتمر البائس؛ حتى خرج مالكه الحاكم الذي رضي عنه الغرب والأمريكان، وباركته قوى الباطنية وإيران .. خرج علينا بتصريحه الجازم .."إن النظام في سورية لن يسقط"، وهو يؤكد أنه لن يقبل التدخل الأجنبي في إسقاط النظام، كما أنه لن يقبل تسليح المعارضة ..

       لماذا أيها المالكي ..!؟ هل كنت على سدة الحكم اليوم، وتقول مثل هذا القول بحقد دفين، وبعد يومين من مؤتمر العرب الذي خدمك أولاً وأخيرًا، فلماذا لا تقبل التدخل الأجنبي، ولماذا رضيته لبلدك الذي أصبح خرابًا من ذلك التدخل حتى وصلت إليه .. ولماذا تدفع بالمتدفقين عبر الحدود إلى سورية لدعم النظام، وبقيت صامتًا عن كلامك السابق حتى تم عقد مؤتمر الجامعة المشبوه، ثم نطقت مرغيًا مزبدًا، تنفث سمًّا بوجه الشعب السوري الذي يفعل فيه نظام الامتداد الباطني أكثر مما فعله الأمريكان في بغداد .. كل هذا وأنت تدير هذه المعركة الباطنية في الداخل على مكون من مكونات الشعب العراقي، وذلك كي تنفرد بالحكم ..

       هذه هي مأساة شعبنا المقهور، وتلك هي فاجعة ثورتنا اليتيمة .. لكنها ماضية في طريقها، صاعدة في كفاحها، صابرة على أساها وظلم القريب والبعيد لها، حتى تصل إلى حريتها المفقودة، وعدلها الضائع؛ واقرؤوا إن شئتم هذه القصيدة التي رفعتها إحدى مظاهرات الشعب السوري؛ عنف من النظام رهيب، وصمت من العرب مريب، وصبر من الشعب عجيب، ونصر من الله قريب ...
10/جمادى/1433هـ
  2/4/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق