الإنسـان كائن حي ضمن منظومة متكاملة من الطبيعة
تميز بالعـقـل فالبشـر هم أرقى المخلوقات حيث اسـتطاع السـيطرة على جزء كبير من
مقدرات الطبيعة باسـتعماله العقل النير إلا في مجال النزعة الحيوانية العدوانية في
حب التملك والهيمنة ولكي لا نطيل في سـرد ما هو معروف لجميع المثقفين ومن يقرؤون .
هذه النزعة العدوانية تختلف من إنسان إلى
آخر بتأثره بالبيئة التي ينتمي إليها من حيث التجمع ومقدار الضوابط الفاعلة
لمنظومة تحكم داخلية تتحكم في كبح جماح رغباته في حب الأنا والسـيطرة على اندفاعه
التي قد توصله إلى حالة جنون العظمة فيخرج عن إنسـانيته لأنه الإنسـان بفطرته محب
للحياة مع وجود هذه الأنانية المتدرجة من شـخص وليقسـم العالم إلى فئات من التميز
بالخير ليخرج العظماء إلى أقصى حدود الشـر فيتحفنا بالمسـتبدين والمجرمين وتجار
الحروب والمتسـلطين فتنشـأ الحروب نتيجة الأطماع وسـيطرة الأفراد أو جماعات في
قيادة التجمعات التي تكونت لمواجهة أخطار
الطبيعة فتحولت إلى صراعات نفوذ ثم إلى توسـيع رقعة هذا النفوذ لأسباب عدة منها
تجنيد المقاتلين لخوض الحروب وتحقيق الأهداف والمطامع ومن أهمها الاستحواذ على الثروات
الطبيعية من الماء التي يشـكل عصب الحياة إلى الكلأ وحتى الطبيعة الآمنة جغرافيا
من أخطار الطبيعة أو الغزو من قبل الغير ومن ثم ظهرت الثروات الأخرى مما أدى إلى
نشـوء تجمعات تلهث وراء أطماعها لتحقيق حياة أفضل على حسـاب الآخر فنشـأت الحروب
الكبيرة وأدت إلى نشـوء تحالفات وتعاظم شـكل الهيمنة فأدى إلى ظهور الاستعباد المترافق
لمنطق القوة للسـيطرة على الضعـيف فكانت منطقة الشـرق الأوسـط هي الأوفر حظا في
الثروات الطبيعية والأكثر عرضة لهجمات الطامعين حتى ظهور الإسـلام أحد أهم الأسباب
لتوحيد شعوب هذه المنطقة وتحويل المنطقة إلى إمبراطورية لا تغيب عنها الشـمس فقضت
على الظلم والاستبداد ونشـر العدل مما جعل المسـتبدين يخشـون امتداد هذا العدل الذي
هو روح الإسـلام إليهم ويقوض حكمهم فنشـأت التحالفات المضادة
وبدأ
صراع الإيديولوجي واضحا حيث كان موجودا حيث أول من سـن سـنة هذا الصراع هم أحبار اليهود بما آتاهم الله من العلم من خلال
التوراة مما اضطرهم إلى إخفائها ودمجوا مع هذا العلم علم خبيث هو السـحر
واسـتفادوا من العرب في علم الفلك ليسـيطروا من خلال ذلك على الملوك والحكام لذا
نجد معظم الرؤسـاء في العالم إن لم يكونوا جميعا لديهم عرافين ومنجمين وهذا ما رفع
سـقف تطلعات هذه الثلة من البشر لمقارعة الحكام في النفوذ ونتج عنه تسـلط الكنيسـة
في أوربا ودفع اليهود بفكر جديد يدغدغون فيه الحضارة لتظهـر المدرسـة التلموذية في
بريطانيا العظمى آنذاك مما أعطى للحركة الصهيونية دفعة كبيرة في نشـر التلمود وهو
كتاب استعاضوا به عن التوراة الكتاب الذي نزل على موسـى عليه السلام ولمحاربة
الإنجيليين الذين أصبحوا يهددون أتباع التوراة حتى اختراق الكنيسـة من قبل رجال
دين يهود وهذا في القرن السادس عشر وانشئوا محاكم التفتيش والمحارق لإرهاب الناس
تمهيدا للعلمانية وقاربوا بين الإنجيليين
ليظهر ما يسـمى بالعهد القديم أي أقنعوا جزء من أتباع الإنجيل بأنهم امتداد لليهود
والصهيونية ونفوا فيما بعد تهمة الإنجيليين لليهود فكرة صلب المسيح عيسى بن مريم
عليه السـلام ليتحدوا في محاربة ووحدوا الغرب تحت راية الصليب في مواجهة الإسلام
تحت راية الملك ريتشارد قلب الأسـد والملك فيليب ملك فرنسـا وفرسان الصليب بقيادة
الكنيسـة ومن هنا بدأت الاختراقات في صفوف المسـلمين من أطراف عدة لإضعافهم وشـق
صفوفهم منها الخوارج التي وجدت في إيران مرتعا وتحولت إلى حركات فارسـية بثوب إسـلامي ظاهريا وحرفوا الأحاديث النبوية
مشـتركين بذلك مع اليهود ولتفعل هذه الفئة فعل السـوس في الخشب داخل المجتمع
الإسـلامي . ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا نجد أن فرنسـا وبريطانيا هم
الأشـد عداء للإسـلام هي من احتضنت الخميني وثورته الإسلامية بين هلالين في إيران
وتظاهرت الأخيرة بعد تمكنها من إحكام قبضتها على إيران ومنطقة الأهواز العربية في
عداء ظاهري لأمريكا والغرب وتحالفت مع روسـيا التي حاربت جميع الأديان في حقبة
الشـيوعية ليخرج رجل من المخابرات الروسـية (ك ج ب ) ويدعي حماية الأقليات
المسيحية وتبني الفكر المسيحي الشرقي , من يحارب الأديان بالأمس يهب اليوم بمزاعم
كاذبة لنصرة المسـيحيين في منطقة هم آمنين فيها أكثر من بلده روسـيا التي لا يأمن
أحد على حياته فيها من تسـلط المافيات وبالأحرى به أن يحارب المافيات في بلده التي
تعيش فساد وسرقة وقتل وسـلب ولكن كيف يحاربها وهو جزء منها فنشـأ تناغم بين هوى الغرب والشرق في محاربة كل من ينتمي إلى
الإسـلام وهذا بدا جليا في الحرب على الإرهاب . وأما في كوسوفو فالأمر مختلف فهي
تقع ضمن القارة الأوربية وتهدد اسـتقرار
القارة لـذا تدخلوا وفي زخم وفي ليبيا كانت تدخل مصالح بحت أما في سورية فالوضع
مختلف جدا عن ليبيا وكوسوفو بوجود الحليفة إيران هنا والتي ترتدي ثوب الإسـلام
والفاعلة في شـق صفوف الأمة في عداء مزدوج للعرب والمسـلمين وهذا ما يشـتركون به
مع الغرب وهو واضح جدا لو نظرنا أن أمريكا والغرب أزاحت أقوى عدوين لإيران هما
طالبان وصدام وأطلقت أمريكا يد إيران في العراق وصمتوا على جرائم مليشـيات الشـيعة
في العراق وتآمروا في تلميع صورة حزب الله في لبنان من خلال الترويج لانتصار مزعوم
في تحرير الجنوب بتمثيلية قذرة ســيكشـف النقاب عنها فيما بعد بين إيران وإسـرائيل
فأي متبصر في نظرة بسـيطة للضاحية الجنوبية يدرك أن لا وجود للإسـلام على الأرض
ولكن شـكل ظاهري للهيمنة الإيرانية على
لبنان من خلال حزب الله وعلى العراق من خلال حكومة المالكي التي احتفظت بمناصب هي
من حصة السـنة في العراق وأهمها وزارة الدفاع وليقترب الحلم الإيراني في الهلال
الشيعي لم يبقى سـوى سـورية وهذا صراع اليوم فكيف يتدخل الغرب أو أمريكا لتحجيم
الدور الإيراني وهي من تشـجعه ولو كانوا جادين في تصريحاتهم بمحاربة إيران
لسـارعوا للإطاحة في الحكومة السـورية حليفة إيران وقطعوا الطريق على إيران في مخططها
التوسـعي التي سـيشمل في مرحلة المقبلة الخليج العربي كاملا ومصر وللهيمنة على
مصادر الطاقة والممرات المائية الحيوية عندها سـيدرك الغرب أنهم صنعوا عدوهم
بأيديهم وستحارب إيران غدا حلفاء اليوم وهذا لم يدركه الغرب لضيق نظرهم في صب معظم
جهودهم على محاربة الإسـلام الذي يؤرق نومهم في غباء لا مثيل له فهذه هي معضلة
الثورة السـورية أما نفاق وكذب الغرب في حقوق الإنسان تارة والديمقراطية تارة أخرى
فكيف ينصروا الشـعب السـوري ويضعفوا إيران مضاف إلى هذا أمن إسـرائيل المضمون لها
في بقاء هذا النظام الممانع لما يضر بإسـرائيل وعلى هذا هم يغضون الطرف عن إيران لابتزاز العرب
بشـكل عام والخليج بشـكل خاص وهذه هي حقيقة الصراع في سـورية بينما في البحرين
الإعلام الغربي وعلى رأسها بريطانيا في قناة BBC
ARABIC تجري المقابلات وتظهر مدى الاستبداد والعنف في
البحرين متغافلين عن تقاعس مراسـليهم في سـورية منتقين الكثير منهم من الفئة
المطبلة للنظام باختراق واضح من تيار شـيعي مدعوم من إيران وهذه هي حقيقة الغرب
لمن يعول عليه في نصرة الشـعب السـوري فالثورة السـورية ليس لها إلا الله ومن ثم
سـواعد شعبنا الأبي والنصر من عند الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق