إلى متى يا شعبنا – بقلم: عز الدين سالم

إلى متى يبقى شـعبنا قابع في سذاجته حتى ولو كانت هذه السـذاجة عن طيب قلب وعفوية فبراءة الأطفال لا تبني دولة ولا تسـتطيع الوقوف في وجه الظلم والمجرمون. على ماذا تعولون على غرب يحكمه مصاصي دماء  لا همّ له إلا الابتزاز لشـعوبنا منذ قديم الأزل وامتصاص دمائهم ولماذا نعول على هـذا أو ذاك ونحن نعلم أن النصر من عند الله ومعايير النصر لا تأتي من خلال القوة فقط وإنما بقوة الإيمان ابتداءً بالإيمان بالله وانتقالاَ إلى الإيمان بنبل ما نقوم به ثم الانضباط وتوحيد الجهود ونبذ الخبيث وعدم الاعتماد على الغير فما حك جلدك مثل ظفرك فمعايير القوة مهما بلغت لا تهزم شـعبا يدافع عن حقه ومؤمن بما يفعل ومتحد على هدف حتى مع أعتى الدكتاتوريات وفي التاريخ أمثلة كثيرة من شـاوشيسكو إلى الثورة الفرنسية وحتى الثورة البلشـفية التي أتحفظ عليها كثيرا .

والكثير من شـعوب العالم حققوا انتصارات باهرة وأطاحوا بأنظمة أشـد قوة ولكن في سـورية قوة النظام ليس بتماسـكه بل في خلط الأوراق بين فتاوى رجال دين إما مسـيسـين أو خائفين منهم من يخشـى الخطأ في الفتوى التي قد ينجم عنها القتل نتيجة فهم خاطئ ولا يسـتمعون إلى من هم اعلم منهم وينقاد خلفهم الكثير من العوام في عاطفة دينية عمياء في الوقت الذي حض الله على التفكر في خله سـبحانه فما بالك في فتوى بشـر وكما جادلت المرأة رسـول الله صلى الله عليه وسـلم وأتى الدليل في سـورة المجادلة وهذه أمثلة لا يرضون بها نتيجة جهل فظيع و فئة أخرى لها حسـابات سـياسية ضيقة عن وجود المخططات الغربية والموجودة فعلا ولكن هل نجلس في خنوع نتيجة هذه المخططات ولا نحاربها بالحصول على الحرية من هذا النظام وتلك الخطط وماذا عن مخططات روسـيا وإيران والتوسـع المخيف للصين وخاصة هيمنتها على الاقتصاد وماذا عنا نحن شـعوب المنطقة هل نبقى إمعة أو تابعين للغير دون تحرك نحو الأفضل ومن جهل عن اسـباب دعم الغرب والشـرق للنظام السـوري ؟ وهم سـببين رئيسـيين أولهما أمن إسـرائيل والثاني الخوف من الإسلام في الوقت الذي اندفعت الحركات الإسـلامية بغباء للظهور بهذا الزخم في الربيع العربي نتيجة الوقوع في شـرك نصبته لها أمريكا عن إمكانية تعاملها مع الحركات الإسـلامية وهذا في الظاهر ولكن في الباطن تضمر العداء إلا لبعض التيارات الإسـلامية هم ينعتونها بالوسـطية وأنا أقول حتى الوسـط من السـنة غير مقبولين من الغرب وهذا واضح لكل من يتبع الإعلام الغربي وخاصة قناة BBC العربية فهم منحازون للتيار الشـيعي وبشـكل واضح وذكر هذه القناة على سـبيل المثال لا الحصر فكم من البرامج تعرض عن الأمازيغ لزرع الفرقة وعن البحرين في الوقت نفسه ودائما تعرض أخبار سـوريا في الصف الثاني من الأولويات وتعلن عن أقل من نصف عدد  القتلى من المدنيين وفي الحوارات تحاول جلب مواليين للنظام وإظهار النظام السـوري ضحية ويدافع عن امن سـورية وما شابه نحن لا نقيم القناة ولكن نلفت الانتباه إلى قضية تظهر الغرب على حقيقته فالمصالح الإقليمية تقدمت على إنسـانية الإنسان في عهر سـافر عن دعم للفرس المتخفين في ثوب الإسـلام وهذا بدلالات كثيرة إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الخلف وبعد احتلال العراق وكيف دعم الأمريكيون الشـيعة الموالية لإيران واسـتعرضنا كلمة طووني بلير في طهران بعـد سـقوط بغداد حيث قال (  في افتتاحية حديثه أنتم أمة فارسـية عريقة تقاسـمنا المجد في عهد مضى ) وهذا الخطاب ينم عن حقد دفين للعرب والمسـلمين ودليل على دعم الغرب وعلى رأسـها بريطانيا لإيران ووجدوا في من يرتدون عباءة الإسـلام سبيلا ليكون الاقتتال بين فريقين تحت مظلة الإسـلام وهذا كرر في لبنان والعراق ويحاولون تكراره في الربيع العربي وهنا  أقصد تطويع الإخوان المسـلمين في مصر الذين لا يعتبرون إيران دولة عدوة كما ظهور ملف موسـى الصدر في ليبيا ليتدخلوا في ليبيا وما خفي فهو أعظم وهنا أقول إيران وإسـرائيل وجهان لعملة واحدة من حيث الأطماع لا بل في هذه المرحلة إيران أشد خطورة على المنطقة العربية وخاصة في العراق وسورية ودول الخليج ومن هذا المنظور لا يريد العالم التدخل لمسـاعدة الشـعب السـوري وما تصريحات أمريكا والغرب عن نصرة الشعب السـوري وعلى اسـتحياء إلا اتجاه شـعوبهم لادعائهم الحرية وحقوق الإنسـان المسـخرة لمصالحهم أمام جزار قاتل لا يعرف إلا لغة القتل ولا يجيد سـواها ومن هنا أقول يا شـعوب المنطقة اتحدوا ويا شـعبنا في سـوريا بكل أطيافه اتحدوا وانبذوا الشـوائب من صفوفكم ومن يسـمون أنفسـهم معارضة ترفض الحل العسـكري الذي لا وجود لسـواه وهل يوجد حل آخر ؟ وإنما لنعود إلى كذبة الإصلاح بقناع المبادرة الأممية المهم هو بقاء بشـار الأسـد في كذبة جديدة واعني هنا الروس والمعارضة التي تتفاوض معها وبالتحديد هيئة التنسـيق ومن يسـبح في فلكها هذه المعارضة التي استطاع النظام أن يخترقها وبقوة أو الأصح أن ينشئها لتكون شـوكة في خاصرة المعارضة ولكي يعول العالم على هذا الاختراق في حجة واهية عن تشـرذم المعارضة وإلى ما شـابه ذلك ولنقف في وجه هذه الفئة وأمام تخاذل العالم يجب الالتفاف وراء ما أنجزه المجلس الوطني رغم سـوء عمله ولكن لنجتاز مرحلة إسـقاط هذا النظام وبعدها لكل حادث حديث وسـتفرز المرحلة القادمة المخلصين من خلال عملهم . ويجب أن نبتعد عن رجال الدين في هذه المرحلة لأنهم مخترقون من النظام ولا يفقهون السـياسة ولمدى خطورة المرحلة القادمة المتمثلة في مبادرة عنان التي تحمل في طياتها نصرة الشـعب السـوري في الظاهر وفي باطنها الإبقاء على هذا النظام وهو مقيد ببعض ما يريدون وليس ما يريد الشـعب ومن اجل هذا هم لا يضغطون على روسـيا والصين بل يعطوهم الضوء الأخضر في المضي قدما في معارضتهم لأي قرار يطيح بهذا النظام الممانع للطموح الشـعب والمقاوم لهزيمة إسـرائيل . ولصرف النظر عن  المطلب الرئيس للشـعب السـوري في إسقاط النظام وخاصة بعد ما دفع أغلى ما يملك وما زال يدفع وهنا أقول وفي عبارة قاسـية ومؤلمة يجب أن نسـتمر في دفع هذه الفاتورة الكبيرة كي لا تضيع دماء الشـهداء وعن رضا حتى يتم إسقاط هذا النظام بأي كلفة كانت وهذا السـبيل الوحيد للحصول على الحرية وتكريما لما دفع هذا الشـعب من دمه وعرضه وقطع الطريق على إيران في الهيمنة على مقدرات شـعبنا وبلدنا وننتقل من السـيئ إلى الأسوأ فلا مناص من حمل السـلاح ولكن بتنظيم وتحت قيادة واحدة تضم تحت لوائها شـقين 1- تنظيم سـياسي 2- تنظيم عسـكري وهو الجيش الحر وتشـكيله بشـكل دقيق ومنظم للقيام بعمليات نوعية لانتزاع السلاح من الجيش الذي تحول إلى عصابة تحمي عصابة باعت البلاد وانتهكت الحرمات وضحت بكل شـيء من اجل البقاء في السـلطة وفرطت في سـيادة سـورية في إعطاء قواعد عسـكرية أجنبية وهي لن تلتزم بأي قرار من مبادرة عنان يصب في مصلحة الشـعب لأنه يعني رحيل هذه العصابة وتقهقر إيران وفشـل مخططها في المنطقة ونحن نرى اليوم مدى تآمر المجتمع الدولي على الربيع العربي من سـرقة الثورات وإعادة الأنظمة القديمة بوجه جديد وهذا ما يجب التنبه إليه في أي خطوة نقدم عليها وبحذر شـديد ونعتمد على الذات والله ولينا والله معنا بوحدة شـعبنا وقرارنا وعلى المحبة نلتقي في نصر قريب إن شـاء الله