الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-14

النظام السوري إذ يطلب تعهدات من الشعب – بقلم: فاروق مشوح


بسم الله الرحمن الرحيم
مخطئ من ظن يومًا، أن للنظام السوري عهدًا أو ميثاقًا ..مخطئ ومسرف على نفسه في الخطا من يظن أن النظام يوفي بوعد قطعه على نفسه، أو كلمة تعهد بها أمام خصمه، أوما أعطى من إلزام أو اتفاق من قبل جانبه .. وفي النهاية يصدق فيه قول شوقي: مخطئ من ظن يومًا أن للثعلب دينًا ..

       النظام السوري القاتل الذي يرتكب جرائم بحق الشعب تشيب لها الولدان، ويذهل لهولها الأنام، ويعجب من فظائعها أبناء هذا الزمان .. هذا النظام هو الذي يريد تعهدات من شباب انسلخوا من جلده الأجرب الملوث، وابتعدوا من بؤره الآسنة القذرة؛ لينقذوا أنفسهم ويحموا شعبهم، ويدفعوا عن أبناء وطنهم مخازي هذا النظام الذي يطلب منهم الآن تعهدات، ويشترط فيها أن تكون مكتوبة كي يسجل عليهم ما يريد من إفك او افتراء .. فهل رأى العالم مثل هذا الباطل الذي تفتريه عصابة خائنة مارقة، وطغمة بالإثم والبهتان غارقة، ومجموعة من خلائق الله متمردةعلى نواميس الكون فاسدة ..


       قيادة العالم اليوم بيد ساسة وزعماء يعرفون كل شيء، ويطلعون على أدق التفاصيل، وفي هذه اللحظة نفسها التي تحدث في واقع الحال يعرفون ما ينبغي أن يعملوا، لكنهم لا يفعلون شيئًا ينصف المظلوم، ويرفع الجور عن المقهور، ويحقق بعضًا من العدل لمن يقع تحت حكم الطغيان وعسف المستبدين .. لا يفعلون شيئا لأنهم لا يريدون؛ ولو كان لهم شيء من الإرادة لكان عندهم الكثير من القدرة، بل هم ومن المؤكد لا يعدمون الوسيلة التي يضعون بها حدًّا لهذا النظام،ووقفًا لجرائمه .. لماذا ..؟؟ هل لأنهم أغبياء بليدون، أم أنهم متغابون لاهون، يفعلون ذلك وهم معرضون .. أم لأنهم متآمرون متواطئون .. مشاركون لهذا النظام في أفعاله وتصرفاته وجرائمه .. الأرجح عندنا وعند كل الذين تحرقهم غَيْرة الحق على تمادي الباطل، وجمرة الشوق للانتصاف للمضطهد من جلاديه .. الأرجح عند هؤلاء جميعًا، وهم يرون ويسمعون ويعرفون بل يتمنون ما لا يملكون أن هؤلاء المتفرجين من ساسة وقادة ورؤساء متآمرين غارقين في التآمرمع النظام في جرائمه إلى ما فوق الآذان ..

       من أجل هذا هم يوكلون هذا الواجب المشروع، والمهمة الثقيلة المكلفة، إلى وسطاءوسماسرة، ومنظمات بعينها من مثل مبادرة الجامعة العربية، بل يصلون إلى ما هو أثقل منها في ميزان سياسة اليوم، ودبلوماسية التحرك والفعل .. إلى الأمم المتحدة ووسيطها القائم بالنيابة عنهم، والإعذار لهم، وتمريرالوقت الثمين من أجل راحة ضمائرهم _إن كانت على قيد الحياة_ مثل أمين عام الأمم المتحدة السابق الذي يحقق للنظام المهل التي تساعده على القتل بالجملة، والإبادة بالأرض المحروقة، والتدمير بما يمحو العمران من بلاد الشام .. أليس هذا هو الذي يحققه عنان بمبادئه الستة المكتوبة الخادعة، والتي سطرها بحبر رسمه على الورق، ومواثيق تبعثرت صفحاتها مع رياح الخداع الأسدي الطائفي الخؤون ..

       ماذا يستفيد الشعب السوري من هذه المبادرات المجربة سلفًا، والمخربة ماضيًا وحاضرًا، وقد قابلها نظام العائلة الطائفية المدعومة بحلفاء الكيد الحاقد، والمكر السيء، والكذب الأحمق الصفيق .. الشعب السوري مدرك لكل هذه الأحابيل وكاشف كل هذه الشراك، وعارف لما يحاك له ويدبر؛ ولا يملك إلا أن يقول ربي الله عليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل، ثم غدًا سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ...
18/جمادى/1433هـ
10/4/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق