بسم الله الرحمن الرحيم
إنه مهما تكن الأسباب التي دعت النظام السوري
إلى قبول خطة المبعوث الدولي السيد كوفي عنان حول سورية،والتي يبدو الضغط الدولي أحد
أسبابها. وبغض النظر عن مدى جدية النظام في الالتزام بهذه الخطة، أو اعتبارها محطة
أخرى من محطات القتل وسفك دماء الشعب السوري، فإن الحركة الدستورية السورية، ترى ،
مثل كثير من الهيئات العاملة في مناهضة النظام ، أن هذه الخطة تشكل منفذا ملائما للشعب
السوري،في الوقت الحالي، من أجل تعزيز كفاحه وجهاده في التخلص من نظام القمع والدكتاتورية
، والتقدم بثبات نحو إقامة سورية الجديدة ، دولة الحق والعدل والقانون.
ومن أجل الاستفادة القصوى من أهداف الخطة ومضموناتها،
فإن الحركة الدستورية السورية تقترح على جميع الهيئات السورية المعارضة، من مجلس وطني،
وهيئة تنسيق، وجيش حر وتنسيقيات داخلية وخارجية،وشخصيات وتجمعات وطنية مكافحة، خطة
عمل خاصة،تحاول الاستفادة الفورية،من النقاط الست في مشروع السيد عنان، وتتجنب الإبطاء
والتسويف والتراخي.
أولا:
المطالبة المستمرة بالتنفيذ الفوري لباقي بنود
الخطة، باعتبارها مجموعة مترابطة ، يشكل وقف اطلاق النار الخطوة المبدأية منها فقط.
ولذا فإن على النظام السوري العمل الفوري بباقي بنود الحطة.
ثانيا:
على قيادة الجيش السوري الحر الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وضبط النفس الكبير تجاه
حالات الاستفزاز المتوقعة، لتعود الثورة السورية العظيمة إلى حقيقتها السلمية ، ولتثبت
الثورة أن ما حصل من تسليح جزئي خفيف للجيش السوري الحر وبعض شباب المعارضة كان أمرا
طارئا ، دفعت الثورة إليه دفعا بسبب إجرام قوات النظام وقتله السافر لجموع المتظاهرين
وباقي المواطنين.
ثالثا.
اعتبار يوم الجمعة التالي 20/نيسان يوم سحب الآليات والمدرعات وكافة أسلحة الجيش والشبيحة
خارج المدن والبلدات والقرى والتجمعات السكنية. وعلى جموع الشعب السوري المبادرة إلى
تحديد أماكن هذه الوحدات العسكرية ، والطلب منها بشكل سلمي صارم وبحضور أكبر عدد من
وسائل الإعلام العربية والدولية العودة إلى ثكناتها. ويطلب من قوات الجيش السوري الحر
ضبط النفس وعدم التدخل ، قطعا للطريق على قوات
النظام من استغلال أي عمل عسكري، تكأة للفتك بالمواطنين العزل.
رابعا: اعتبار يوم الاثنين 23 نيسان القادم
، يوما للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون النظام. وعلى الهيئات العاملة
في الثورة السورية تحديد أماكن الاعتقال بدقة وتوجه الجماهير نحوها في اليوم المذكور،
وفنح أبواب هذه المعتقلات بالأيدي والهتافات ومدافعة الحراس بشكل سلمي.
خامسا:
جعل يوم الجمعة بعد التالي أي 27 نيسان، يوم جمعة محاصرة قصر الطاغية ودفعه بشكل سلمي
نحو مغادرة القصر. وعلى هذا فعلى جموع الشعب السوري الإعداد منذ الآن لهذا اليوم العظيم
وذلك بالكف عن أي نشاط آخر والتفرغ لهذا النشاط الجوهري. إنه ينبغي منذ الآن تجهيز
كل الآليات المتاحة ،والشعارات المتطابقة، والألبسة الموحدة ، رجالا ونساء، شبابا وفتيات،
صغارا وكبارا، والتوجه منذ يوم الأربعاء نحو قصر الطاغية في دمشق، والاعتصام حول هذا
القصر حتى يضطر بشار الأسد إلى المغادرة. ومن
الضروري إعداد كل الوسائل الكفيلة بجعل هذا اليوم يوما من أيام سورية العظيمة.
سادسا:
وقف النشاطات بشكل شبه كامل ،وتسخير الجهود كلها في الاعتصام والتظاهر في مدينة دمشق
وفي مراكزها الحيوية فقط، مهما كانت العقبات. لقد أظهر الشعب السوري في كل مدينة وبلدة
وقرية، من شمال سورية إلى جنوبها ومن شرقها
إلى غربها، أنه كله ضد الطاغية، وقد حان الآن وفي ظل الظروف الدولية المواتية التي
تكف يد النظام عن القتل أو ستكفه عن القتل! التوجه نحو العاصمة دمشق فقط ، وقصر كل
الفعاليات عليها. إن هذا المطلب قديم وشبه مجمع عليه، وقد حان وقت تنفيذه بكل جدية.
سابعا:
إن العودة إلى النشاطات السلمية الجماهيرية ينبغي أن يعيد إلى المعارضة السورية وحدتها التي تضررت بسبب بعض الخلاف حول تسليح المعارضة
،و الحماية الدولية للشعب السوري، ومدى تمثيل الفصائل والهيئات. وهي مشكلات لا تستحق
فعلا كل هذه التباينات ، وقد كان ينبغي أن تكون ضمن حدود أقل تأثيرا.
ترجو الحركة الدستورية السورية من جميع المنظمات
والأحزاب والهيئات السورية المناهضة لنظام القمع في دمشق ، أن تكون على مستوى المسؤولية
التاريخية ، وأن تبادر إلى حشد الجهود والفعاليات، على مستوى الداخل السوري ،والسوريين
في الخارج، وجميع الأصدقاء والمناصرين لنضال الشعب السوري، من أجل الاستمرار الفعال
في المعارضة، ومن أجل خطوات أكثر حنكة وذكاء لتحقيق أهداف الشعب السوري العظيم.وإن
من المفيد هنا الاقتباس ولاستفادة من تلك الحكمة البليغة: تحتاج الثورة الكثير من الدماء
لتستمر، ولكنها تحتاج لكثير من الذكاء لتنتصر!
إن الحركة الدستورية السورية في بيانها هذا،
لا تخالطها أية أوهام، في أن هذا النظام الدموي في دمشق، قد ينقلب على خطة المبعوث
الدولي في أية لحظة. وهي يضا تدرك أن طريق الشعب السوري نحوالحرية والكرامة ما زال
طريقا طويلا وشاقا، وأن جهودا جبارة وتضحيات كبرى ما زال ينبغي دفعها، للوصول إلى هذه
الأهداف.
تحية للشعب السوري العظيم الذي أذهل العالم
بتضحياته وصبره وصموده في وجه آلة قتل دموية فتاكة، والرجاء من الله تعالى أن يكون
رضوخ النظام للقرارات الدولية التي أجبره عليها
أولا وأخيرا ، نضال هذا الشعب، وتأييد بعض الدول العربية الشقيقة والأجنبية، خطوة متقدمة
لتحقيق بقية أهداف هذا الشعب في الحرية والكرامة.
الحركة الدستورية السورية
14/4/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق