عقد في
اليومين الماضيين مؤتمر رابطة العلماء المسلمين وهيئة الشام الاسلامية لنصرة الشعب
السوري.
تشعر
بجو مختلف عن كثير من المؤتمرات قد خيم على هذا المؤتمر وعلى وجوه كل المشاركين.
تشعر بالصدق والحرقة والتلهف والتفاني في حب تقديم أي دعم وعون للشعب السوري في
أقرب فترة ممكنة. الكل قد حضر للعطاء والتضحية ليس للأخذ والمحاصصة.
أمر
آخر لفت انتباهي ، وهو أمر جدير بالإشارة إليه والإشادة به وهو ما ينقص كثير من
اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات ، هو خبرة كل المشاركين وتجاربهم الكثيرة
والكبيرة في المجالات التي يشاركون بها. لم يكن أحد من المشاركين إلا وله تجربة
وممارسة عملية ووقائع ثرية مفيدة، الكل كان يتكلم وهو يملك أرقام واحصائيات .
كان لي
نصيب المشاركة في ورش العمل حيث شاركت في ورشة العمل الاغاثي والدعم الطبي وورشة
العمل المؤسساتي، وكم كنت أتمنى لو أنني استطعت المشاركة في كافة ورش العمل
الأخرى.
لقد
كانت محاور المشاركات والاوراق التي قدمت للمناقشة ، مواضيع تمس القضية في صميمها،
وكانت كل هذه الدراسات علمية واقعية منهجية.
هذا
النهج من هذه الشريحة الاسلامية أثلج صدري وأفرحني كثيراً، وجعلني أطمئن لمستقبل
بلدي سورية الحبيبة.
كان
المؤتمر جيدا من حيث الترتيب والاعداد والمحاور التي تم مناقشتها والتوصيات
والنتائج التي تمخضت في نهاية المؤتمر.
في
الحفلة الختامية قام بعض المشاركين بعرض مبادراتهم الاولية للتبرعات واعلانها
حيث تم
كفالة أكثر ما يقارب 3000 يتيم ،و1500 أرملة وأكثر من 1000 أسرة ،وتعهدت منظمة
طبية من السعودية بمشفى متنقل بمبلغ 6مليون ريال، ورابطة الاطباء السوريين المغتربين
بتجهيز 3مشافي ميدانية بقيمة 300ألف ريال .
وتم
التبرع من الشيخ ناصر العمر بمبلغ نصف مليون ريال للمواقع الاعلامية
.وبمئة ألف ريال لمركز دراسات استراتيجية من قبل الشيخ عبد الكريم بكار.
وكانت
تبرعات عينية قيل لي أنها وصلت لعشرين مليون ريال سعودي.
هذا ما
علق بذهني من أرقام وهي بالحقيقة تزيد عن ذلك بكثير.
والاهم
هو المقترحات والخطط والتوصيات التي تم تبنيها لعرضها على اصحاب الخير ورجال
الاعمال والمتبرعين:
اهم
المشاريع التي تم التوصية بها:
1-مشروع
المهاجرين والانصار
2-مشروع
اسر الشهداء
3-كفالات
الأيتام والنشطاء والاطباء والعلماء
4-
بناء المشافي الميدانية في الداخل ودول الجوار
5-بناء
مشفى بلبنان ومشفى متنقل بالأردن
6-عدد
من المشاريع الاعلامية والدراسات ومراكز البحث والتوثيق.
7-دورات
تدريبة وتعليمية للاجئين السوريين.
أبكاني
وأبكى الجميع الشيخ السوري عندما وقف أمام الميكرفون يحث الناس على التبرع
والعبرات تخنقه وقد خفت صوته وأجهش بالبكاء: يؤلمني انا السوري ان اكون في هذا
الموقف لأطلب منكم التبرع لأبناء بلدي .
وزادت
دموع الناس عندما اعتذر الاخ السوداني لحالته المادية فتمنى لو يستطيع ان يفتدي
السوريين بصدره ونحره وروحه ودمه. وبعدها تبرع ب 50 الف دولار ووعد بحملة لدعم
الثورة السورية حالما يعود للسودان.
وبكى
الرجل المسن معتذراً عندما لم يستطع التبرع سوى بخمسة آلاف دولار
جاء
الرد من الشيخ ناصر العمر ليقول لهم بل نحن من يعتذر للشعب السوري حيث يضحى ويقاتل
نيابة عنا نحن كل المسلمين وهذا واجب علينا قبل ان يكون حق لهم .
وكانت
المفاجئة الأخيرة عندما قام احد الحاضرين ليعلن انه تبرع بكل ما يملك من بيتين
ومزرعة.... لقد بكى كل من في القاعة عندها.....
لأول
مرة اشعر بأن المؤتمرات مفيدة لهذه الدرجة
لقد
كانت الوجوه كلها تشع بالنور والصدق والاخلاص.
وكان
لهذا الأمر انعكاساً إيجابياً على كل أجواء المؤتمر ونتائجه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق