يوم الاثنين
التاسع عشر من شهر كانون الأول الماضي قامت حكومة المجرم بشار بالتوقيع على
برتكوول الموت للجامعة العربية، حيث وقع عن الاسد نائب وزير الخارجية "فيصل
المقداد" وعن الجامعة العربية نائب الامين العام "احمد بن حلي"
بحضور الامين العام للجامعة "نبيل العربي"، وقد أكد وزير الخارجية
"وليد المعلم" بأن التوقيع تم بعد إجراء تعديلات على عمل بعثة
المراقبين، ثم دخلت البعثة يوم الخميس الثاني والعشرين من نفس الشهر، لتسقبل بأول
تفجير تشهده سوريا يوم الجمعة الذي تلاه، وقد تبين أن السيارات التي انفجرت في
دمشق قد دخلت المركزين قبل انفجارهما بأربعة أيام، كما بين موقع "جوجل
ايرث".
وقلت وقتها في مقالي "الجامعة العربية وفضيحة
المهل":" وستبقى هذه المهل تعطى لهذا النظام القاتل لكي يحقق حلمه بوأد
ثورة أشجع شعوب العالم إطلاقاً، وبعد أن تبقى هذه المبادرة في حضن الجامعة ليتم
تحويلها إلى مجلس الظلم والعدوان الدولي ليأخذ بدوره كذلك عدة سنوات كمهل
جديدة"، وقد كان فقد استمر القتل في الشعب السوري، وجاءت هذه الاشهر التي تلت
فضيحة برتكول الدم العربي، لتكون بمثابة صك مفتوح في القتل.
ثم وصل الأمر من جديد إلى الأمم المتحدة، وتم تكليف
"كوفي عنان" كمبعوث عربي أممي إلى دمشق، وبنفس السيناريو السابق يعلن
المجرم بشار موافقته على خطة عنان ذات الشروط الستة التي حملتها مبادرة الجامعة
العربية من قبل، ليسقط في يوم الاربعاء الثامن والعشرون من شهر اذار الماضي، نفس
اليوم الذي اعلن فيه عنان على موافقة الاسد على المبادرة نصياً، أكثر من ثمانين
شهيداً سورياً معظمهم في حمص وإدلب وحماة، وسط إصرار دولي على عدم تسليح الجيش
الحر، كما أكدت عليه القمة العربية التي عقدت في "بغداد" يوم الخميس
التاسع والعشرين من اذار، وهو ما أكذ عليه كذلك مؤتمر "اصدقاء سوريا الثاني"
الذي انعقد في تركيا يوم الأحد الثاني من نيسان الحالي، وتم اعتبار المجلس الوطني
ممثلاً رئيسياً للشعب السوري، وليس وحيداً، مما يعني أن الغرب الذي لم تدعو مبادرة
عنان إلى رحيل المجرم الأسد، ما زال يحاول أعطاء المهل من جديد له لكي يقضي على
الثورة السورية، من خلال منع تسليح الجيش الحر، وعدم الطلب من الاسد الرحيل.
ويوم الأربعاء الرابع من نيسان دعا مجلس الامن الدولي
الأسد الى تطبيق عاجل وملموس لالتزاماته التي أعلنها لعنان، خلال ثمانية وأربعين
ساعة من مهلة العاشر من نيسان، وتشمل تلك التعهدات وقف تحرك القوات باتجاه المراكز
السكنية، والتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة، وبدء سحب التكتلات العسكرية من المناطق
السكنية وما حولها، والانتهاء من تلك الخطوات بحلول العاشر من نيسان، ومن ثم دعوة
جميع الاطراف الى وقف العنف المسلح بجميع اشكاله في غضون ثمانية وأربعين ساعة من
تنفيذ الحكومة السورية لتلك التدابير.
بينما كانت تشير الصور التي قام السفير الامريكي"فورد"
في دمشق بكشفها، تدلل على استخدام الجيش الاسدي للاسلحة الثقيلة، وقيامه باعادة
انتشار لقواته بدلاً من سحبها، ونقلها من منطقة إلى أخرى، وقيامه بارتكاب مجزرة في
مدينة "تفتناز" ذهب ضحيتها أكثر من مائة وخمسين شهيدا، وذلك يوم الخميس
الماضي، وارتكابه مجزرة أخرى يوم السبت في مدينة "اللطامنة" في حماة ذهب
ضحيتها أكثر من مائة شهيد، بينما بلغ عدد شهداء السبت في بقية المحافظات ما يقارب
المئتي شهيد.
يوم الثلاثاء العاشر من نيسان سيكشف كل الاوراق، ويفضح
المستور، ويظهر حقيقة هذه المنظومة التي تدعي انها تحقق العدل وتدعو للحرية، ويتوقع
أن لا يسحب المجرم بشار قواته ولا يتوقف عن ابادة الشعب السوري، بينما سيكون
الحديث بعد هذا اليوم عن محاورة بين الامم المتحدة والاسد على ادخال فرق المراقبة
الاممية، وهذا الاسم لا نريده وهذا نريده، ليأخذ عدة أسابيع أخرى، وسط مواصلة
الابادة، ومحاولة التغطية عن الهدف الحقيقي، وهو وقف القتل فوراً، وهو ما تخطط له
هذه المنطومة الدولية التي تسعى الى إبقاء هذا المجرم –الحارس الامين لحدود
الصهاينة– وسط مواصلته انهاء الثورة السورية، دون اي اعتبار لحرمة الدم السوري،
والمهم ان لا يتسبب في اي قلاقل لابنتهم المدللة "اسرائيل".
لكن ما يحدث في سوريا معجزة يريد الله لها أن تتم رغم
تآمر المتآمرين وتخاذل المتخاذلين، متذكراً قول الله عز وجل:" ومكروا مكراً
ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون، فأنظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم
أجمعين" النمل 50 – 51، وأنا ارى مدينة "تفتناز" المنكوبة وقد خرجت
بعشرات الالاف، بعد يوم من نكبها، وكذلك الامر نفسه في مدينة "سرمين"
المنكوبة للمرة الألف، ومدينة "حاس" اللتين شهدتا مجازر مماثلة، وخرج
اهلها بالالاف رغم الجراح، وهو نفس حال بقية القرى والمدن السورية المنتفضة، ومثل
هذا الشعب لن يقهر بإذن الله وسيكون يوم العاشر من نيسان يوماً حاسماً، وكاشفاً
لعهر هذه المنطومة الدولية التي تدعي الشرف.
احمد النعيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق