السيد كوفي أنان:
كنا نتوقع أن تدرس الوضع الخطير والمأساوي الذي يعاني منه الشعب السوري بسبب الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الحاكم في سورية بقيادة السفاح بشار الأسد , لتعرف طبيعة هذا النظام وتكوينه ونهجه .
كنا نتوقع أن تدرس الوضع الخطير والمأساوي الذي يعاني منه الشعب السوري بسبب الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الحاكم في سورية بقيادة السفاح بشار الأسد , لتعرف طبيعة هذا النظام وتكوينه ونهجه .
كنا نتمنى أن
تدرس طبيعة النظام الاستبدادية لتقتنع باستحالة التعامل مع مثل هذا النظام والذي
لا يمكن اصلاحه ولا يمكن الوثوق به .
لقد طلبت في
مبادرتك من السفاح بشار الأسد وقف أعمال العنف وسحب الأسلحة الثقيلة من قرب
التجمعات السكانية ولكنك تجاهلت أن هذا الجيش وهو ثالث جيش في المنطقة من حيث
الاعداد والتدريب والأول من حيث العدد يملك أسلحة متوسطة وخفيفة وهو منتشر في معظم
المدن والقرى وقادر على استخدام هذه القوات في أي وقت لاستمرار القمع , هذا
بالاضافة الى مجموعات من المدنيين المسلحين المرتبطين بأجهزة الأمن والذين يشكلون
أحد الأخطار الرئيسية التي هددت وقتلت الألاف من السوريين .
لقد ساويت في
مبادرتك بين القاتل والضحية , القاتل الذي يملك قوة عسكرية وأمنية هائلة والمتظاهرين
الذين لا يملكون غير الحق في العيش الكريم في دولة ديمقراطية يتساوى فيها
المواطنون في الحقوق والواجبات .
كيف يمكن أن
يتصور أحد أن بامكان المتظاهرين السوريين أن يملكوا السلاح والجميع يعلم في
المنطقة أن النظام الأمني في سورية ممسك بكل مداخلها بالاضافة الى أن دول الجوار
لا تسمح بادخال السلاح من جهة وبالتالي لا تسمح بتداوله في بلادها واذا كان هناك
بعض السوريين تمكنوا من الحصول على بعض الأسلحة الخفيفة فهي لا تستطيع أن تواجه
دبابات الجيش ومدفعيته وصواريخه وطائراته .
صرحت مرارا أن لا
حل بديل لمبادرتك وأغلقت الأبواب أمام الحلول الأخرى وبالتالي وضعت مبادرتك في سلة
المبادرات الفاشلة .
الأمر الذي نتمنى
أن تدركه هو أن النظام القاتل لا يمكن الاطمئنان اليه ولا الوثوق به فهو يناور
بالتعاون مع مبادرتك لأن وقف العنف سيدفع ملايين السوريين الى الشارع مما سيؤدي
الى سقوط هذا النظام وهذه الصورة هي التي ستدفع الفاح بشار الأسد للتلاعب
والمماطلة ولدفع بعض أجهزته الأمنية لتفجير الوضع محاولا تحميل المتظاهرين
السوريين المسؤولية .
وردا على قولك
بأن لا حل بديل فقد تجاهلت الحل العسكري عبر تشكيل ائتلاف دولي عسكري خارج الأمم
المتحدة لتجنب الفيتو الروسي والصيني .
الموضوع الآخر
الذي نتمنى معرفته هو أن هذا النظام يشكل القاعدة الاستراتيجية الاساسية لايران في
المنطقة ولذلك دور كبير في تشجيع بشار الأسد في ارتكاب جرائمه .
بالاضافة الى كل
ذلك فان مبادرتك لم تأخذ بالاعتبار أن الشعب السوري الذي استشهد له عشرات ألاف
المواطنين من رجال ونساء وأطفال والذي قصفت مدنه وقراه وهدمت معظم أحياء هذه المدن
كما جرى في حمص فان هذا الشعب لا يمكن أن يقبل قاتلا سفاحا يحكمه ولا نظاما مستبدا
وفاسدا يتحكم به .
أخيرا تتمنى الهيئة الوطنية لدعم الثورة أن تدرس
ملف الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت أربعة عشر عاما وسقط خلالها عشرات ألاف
القتلى ولم تتوقف هذه الحرب رغم تعديل الدستور اللبناني ونقل صلاحيات رئيس
الجمهورية الى مجلس الوزراء واستقالة رئيس الجمهورية .
في هذه الفترة
الطويلة نشطت عشرات المبادرات وتم الاتفاق على وقف اطلاق النار مئات المرات فهل
المطلوب أن يستمر القتل في سورية أعواما كثيرة حتى تضعف سورية ويستنزف الشعب
السوري ؟
لمصلحة من ذلك هل
لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة أو مصلحة أمن واستقرار الدول ذات الصلة في
الشرق الأوسط ؟
تجربة وقف اطلاق
النار التي أعلنها نظام القتل كشفت ألاعيب النظام فسقط عدد من الشهداء برصاص
وقنابل جيش النظام .
نتمنى يا
سيد أنان أن ترى الأحداث وما وراءها حتى
تدخل في سجل الناجحين في التاريخ .
الهيئة الوطنية
لدعم الثورة السورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق