بعد أن عجز المجرم وأعوانه في إخماد الثورة السورية، وبلغت جرائمه ضد الشعب السوري حداً، أو بالأحرى سقفاً عجز العالم بعدها احتمال تجاوز هذا السقف، فالكل يعلم أن الذي أسكت ضمير العالم هو اللوبي الصهيوني، في مقابل ذلك تصاعد قوة الجيش الحر، وصمود المدن الثائرة، فحمص العدية لم تصمد فقط وإنما، استهلكت الكثير من المواقف الدولية في عدم المبالاة، ونشاط إعلامييها الأبطال وصمود مقاتليها الأحرار، بالاضافة لبقية المناطق الثائرة.
أمام هذه الأمور، وبعد وصول الحالة
لموقف فيه نوع من الركود العسكري في أنه لايوجد في الأفق القريب مساراً واضحاً
لانتصار أحد الفريقين، إلا مزيداً من القتل والتدمير، حتى وصلت الأمور أو تُعبر عن
بداية، تدخل استخباراتي خارجي، وداخلي له أجندات مرتبطة مع دول متضاربة المصالح،
فلا الدول التي تؤيد المجرم وعصاباته استطاعت بدعمها لهم،من ميلان كفة الميزان
لصالحهم، ولا الدول التي أعلنت وقوفها لجانب الثورة استطاعت أن تعبر عن موقفها
الكلامي بالفعلي، ولا المعارضة استطاعت الحركة ككتلة موحدة تدعم المواقف الثورية
في الداخل، فبات يخشى من فوضى عارمة تجتاح سورية
وتنفذ بأيدي سورية وأجندة استخباراتية خارجية متضاربة المصالح، والفوضى هذه
ستعم المنطقة كلها، وبالتالي سينعكس سلباً على القوى الخارجية الفاعلة.
فكان لابد من الخروج من الفوضى
القائمة في سوريا عن طريق حل سياسي يبدأ بوقف اطلاق النار، يعقبه ضغط على المعارضة
السياسية لتوحيد كياناتها، لاستعمالها في المرحلة القادمة, كطرف محاور للطرف الآخر.
وحتى يتم هذا الحوار، لايمكن
للمعارضة تبنيه وبشكل مباشر إلا بوجود النظام الحالي، ولكن بعد التضحية ببشار،.
بقاء النظام في شكله الحالي لتحل الخطة الروسية، والتي فوضتها أمريكا والدول
الغربية في حل الأزمة السورية، وذلك عبر تشكيل مجلس عسكري، كما كان مقترحاً من تشكيل
المجلس العسكري من أحد عشر ضابطاً، منهم
تسع ضباط من الطائفة العلوية وضابطين من السنة
وحكومة ترأسها المعارضة، على
الطريقة المصرية في جزئها الأول، وعلى الطريقة اليمنية في جزؤها الثاني، وعلى هذا الأساس
تضمن روسيا والصين وإيران مصالحهما، وتبقى الطائفة العلوية هي الحاكمة الفعلية، أو
حسب تعبير الروس حتى لايكون هناك عمليات انتقامية ضد الأقليات.
مايهمنا نحن الآن هو الثورة واستمرارها ونجاحها.
إن الاتفاق بين عصابات الاجرام
والأمم المتحدة اتفاق هش يمكن لهم الغاء مهمة المراقبين فوراً، والعودة لاحتلال
المدن مرة أخرى في حال تم تنفيذ الاتفاق أولاً، والسؤال هنا: فهؤلاء القتلة
لايهمهم نقض العهود ولا المواثيق، وعندما يجدون الفرصة سانحة سينقضون مرة أخرى
للقضاء على الجيش الحر، والقضاء على الثورة، والسؤال ماهي خطتنا كثوار لمواجهة كل
الاحتمالات ؟
الثورة تمتلك عنصرين هامين كانا
السبب في استمرارها، والاثنان يكملان بعضهما وهما :
التحرك السلمي أولاً, والكتائب
المسلحة ثانياً
التحرك السلمي أمامه اسبوعان عليه
أن يثبت قدرته على الفعل في الزخم والاعتصام والاضرابات، واستمراريته والاعتصام في
الساحات العامة، هذه الحالة لن يطيقها الأمن، وقد يلجأ ويعود للفعل السابق
واستخدام القوة، وهذا سيرتد عليه من قبل المجموعة الدولية، ليكون هو المسئول
الوحيد عن خرق الاتفاق، وسينقلب الأمر عليه برمته ولن يكون أمامه فرصاً أخرى للمناورة
والمماطلة. أو أن يستوعب التظاهر السلمي في الانتقال للمرحلة القادمة من الحل السياسي
المقترح وراء الكواليس من قبل الدول المسيطرة على العالم.
والجيش الحر عليه أن يعتمد أسلوب
الدفاع عن النفس، وأن يعد نفسه لمعركة
قادمة، يمكنه خلال هذه الفترة من توحيد فصائلة وانتخاب قيادة عسكرية وهيئة أركان
موحدة تشمل كل صفوف المقاتلين والمنتشرين فوق تراب الوطن، فعندما يستطيع مقاتلينا
بناء هذه القيادة العسكرية الموحدة في الداخل، عندها من مهمة هذه القيادة التخطيط
للمستقبل والتعامل مع الحدث الوقتي المتجدد.
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق