سمعنا قبل أيام عن توقيع وثيقة للعقد الاجتماعي بين اطراف المعارضة السورية , وأن يتم هيكلة المجلس الوطني حتى يكون ممثلاً للجميع وسمعنا عن عودة الأحزاب الكردية وتوقيعها على تلك الوثيقة , وكان نتيجة ذلك ماحصل اليوم من اعتراف أكثر من ثمانين دولة بهذا المجلس الموقر .
وكقاعدة اجتماعية عامة , ليس المهم
أن أعترف أو تعترف بوجودي , ولكن المهم مالذي سينبثق عن وجودي أو وجودك من إنجازات
أو عطاءات تكون فيها خدمة للصالح الخاص والعام على السواء , فاعتراف الآخرين بمكاني
لن يكون له قيمة مالم أكون الشخص المناسب للمكانة التي أصبحت عليها أهلا لهذه
المسئولية الملقاة على عاتقي .
فالمجلس الوطني لم يكن موجوداً
وكانت عناصره مشتتة غير معروفة إلا بالقدر اليسير وللبعض منهم , فاعترف الثوار
بهذا المجلس عندما تشكل , واستمرار الثورة وعظم تضحيات أهلنا في سوريا , قدموا
للمجلس اعترافاً دولياً , فأصبح على المستوى الدبلوماسي , هو الذي يمثل السلطة
الحاكمة وليس النظام المجرم في سوريا .
وأمام هذا المجلس الآن مع كبر المسئولية
الملقاة على عاتقه طريقين اثنين لاثالث لهما :
الأول : أن يكون أهلاً لهذه
المسئولية ويكون همه الوحيد السعي لانجاح الثورة واسقاط النظام المجرم بالكامل ,
لأن هذا الشعب الثائر العظيم والذي أمضى سنة كاملة ومستمر فوقها في السنة الثانية
من الثورة , يحتاج لقيادة سياسية تمثله , تحتوي على عناصر هذه العظمة والقوة والصبر والاصرار , الموجودة عند
هذا الشعب الحر الثائر البطل .
فطلبات الثوار معروفة , وقد يتساءل
البعض عن عدم صدور قرار في بيان المؤتمر اليوم في اصطنبول والخاص بتسليح الجيش
الحر , فهو من حيث الواقع المنطقي لايمكن صدور ذلك , وإنما هنا تقع المسئولية
بالكامل على المجلس الوطني , في إيجاد السبل والوسائل والبحث عنها , لدعم الجيش الحر
عسكرياً ومادياً , عن طريق مباحثات بين المجلس والدول التي تؤيد تسليح الجيش الحر ,
وعقد معها صفقات قد تكون علنية أو سرية , لمد الجيش الحر بالسلاح والعتاد , وهذا
لن يتم إلا إن امتلك المجلس قناعة في داخله , واعتقد اعتقاداً راسخاً , بأن تسليح
الثوار هو الطريق الوحيد لانتصار الثورة السورية , وبالتالي يجب بذل المستحيل
لتحقيق هذا الهدف , فإن لم يتيسر عن طريق الدول يكون عن طريق السوق السوداء .
ولكن يوجد شيء مريب على مالامسناه
في الماضي من توجهات هذا المجلس , في عدم قناعته بتسليح الجيش الحر , وظاهر
تصريحاته لايعبر عن داخله ويبقى السؤال قائماً :
هل أصبح الظاهر يعبر عن الباطن عند
مجلسنا الوطني الموقر بضرورة الدعم العسكريى للجيش الحر ؟
إن كان الجواب نعم, فهذا يعني أننا
أصبحنا أمام معارضة تستحق الاحترام والتقدير , إن اعتمدت وسائل اثبات الوجود في
العطاء من أجل الهدف الذي وجدت لأجله .
الثاني : طالما أصبح المجلس الوطني
ممثلاً للشعب السوري , ووحدة المعارضة المرتبطة بهيكلية هذا المجلس , هذا يعني :
أن الحل السياسي هو الطريق أو
السبيل القادم , حيث أصبح كياناً للمعارضة معترفاً فيه دولياً , سيمثل الجانب
المقابل للحوار مع النظام , وبالتالي سؤالي هنا :
هل يمتلك المجلس امكانية الحوار أو
سميها التفاوض مع الطرف المعادي للحصول على النتائج المرجوة ؟
سيبقى الجواب معلقاً , والأيام القادمة
هي الكفيلة بإعطاء الجواب .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق