من مزايا الثورات هو كشـف العورات وتجريد البعض
من الزيف والتخفي وراء الأقنعة التي تجمل قبح مرتديها، وفي السـورة السـورية تنوعت
العورات من طفيليات اثنيه إلى دعاة مذهبية حتى الوصول إلى المتسـلقين إلى السـلطة ممن
يُنعتون بالمعارضة وأقصد ما يصفهم النظام السـوري بالمعارضة الشريفة والذي لقبت بمعارضة
الداخل رغم إن معظمها مقيم في الخارج وبالتحديد رأس هذه المعارضة المقيم في باريس أقصد
هيثم مناع رئيس هيئة التنسـيق وكنت لا أحب ذكر الأسماء ولكن للضرورة أحكام وفضح الفاجر
واجب ومن هنا أقول لقد تنفس هؤلاء الصعداء بعد قرار مجلس الأمن ظنا منهم أن روسـيا
تفرض أجندتها وأن النظام ثبت أقدامه في هذه المبادرة متناسـين ومتجاهلين عدد القتلى والجرحى والمعتقلين والمهجرين والمغتصبات ودماء
الأطفال التي سـُفكت وأنا لا أفرق بين معارضة الداخل والخارج لعلمي في وضع الكثيرين
في الخارج من يتحرق شـوقا لأن يشـتم رائحة تراب الوطن ومنهم من يحلم رؤية الوطن الذي
هُجّر منه قسـرا أو ولد خارج الوطن ويتمنى رؤية وطنه ولكن لا حول له ولا قوة بوجود
هذا النظام المجرم الذي شـتت العباد على تنوع انتمائهم ومن جميع مكونات الشـعب السـوري
الجريح والمقهور ولأقول أيضا رب ضارة نافعة فمبادرة عنان لم تظهر قبح هؤلاء فحسـب بل
أظهرت مدى قصر النظر للمجتمع الدولي فبعد الجهد والعناء فسـروا الماء بالماء وبعد قرع
الطبول عن ولادة الحبلى أي مبادرة عنان لتحقن دماء الشـعب السوري خرج المولود فأراً
ليس من ضعف المجتمع الدولي وإنما من تآمره الواضح حيث لم يتم الإشارة إلى المطلب الأساس
والرئيسـي للشـعب السـوري في إسقاط النظام أو حق الشـعب في اختيار ممثليه وذهبوا إلى
التباكي بعهر معلن غير مكترثين بعدد القتلى لهذا الغرض ونافقوا وتاجروا بقضية حقن دماء
الشـعب السـوري فلو فرضنا جدلا تحقق ما يحلمون به في بقاء هذا النظام بعد تقليم أظافره
هل سـتحقن دماء السـوريين؟
أم سـيخرج هذا النظام المجرم القاتل أكثر ضراوة
في قتل مسـتتر في معتقلات لا يعلمها إلا من خبروها من بعد الهر السـميع البصير فمن
يدفعون الثمن الباهظ على الأرض يعون تماما
لماذا يضحون ولا يطلبون وقف القتل كمطلب رئيس بل يطلبون إسـقاط الطاغية ومصاصي الدماء
وهم يدفعون الشـهيد تلوى الشـهيد وبالعشرات وعن رضى فكل متظاهر يخرج وهو يعلم أنه قد
يواجه منيته ولا يعود ويصبح معتقلا أو شـهيدا أو جريحا ولم يتذمروا من هذا مقابل الهدف النبيل في نيل الحرية
ولا يطالبون المجتمع الدولي بصدقة أو إحسان بل يطالبوا بحقهم المنصوص عليه في ميثاق
الأمم المتحدة ومجلس الأمن كما يطالب المجتمع الدولي سـورية بواجباتها تجاه المجتمع
الدولي المتخاذل يجب عليه القيام بواجباته تجاه هذا الشـعب الذي يقتل من قبل عصابة
مجرمة وهناك من يجد في تقاعس المجتمع الدولي فرصة سـانحة لكي يقتات على أشـلاء القتلى
ودماء من يسقطون ويتباكى في عهر كما يتباكى المجتمع الدولي ويطلب من المقتول عدم الدفاع
عن نفسـه بل يسـاوي بين الضحية والجلاد والقاتل والمقتول ويرفض أي تدخل في حماية هذا
الشـعب ويتغافل عن تدخل روسيا وإيران ومليشـيات الإرهاب الدولي من العراق ولبنان ويسـمون
أنفسـه معارضة فمن يعارضون حماية الشـعب فمثلهم كمثل أسـيادهم في المانعة وأتى اليوم
وبعد صمت طويل تنفسـوا الصعداء بهذا القرار الهزيل من مجلس الأمن واحتفلوا برفض حق
المقتول في الدفاع عن النفس فهم أخطر على هذه الثورة من النظام الذي يقتل لأنهم يشّـرعون
له القتل ولهذا يصفهم النظام بالمعارضة الشـريفة حيث هم أبعد ما يكون عن الشـرف والأخلاق
حين يرتفع نباحهم كلما أحبط هذا الشـعب من جراء تخاذل المجتمع الدولي أو خرجت روسـيا
بمظهر المنتصر في أي محفل دولي فهم يحسـون بنشـوة الانتصار ويظنون بالناس السـوء واتهامهم
ليخرجوا وعلى الملأ يصّرحون عن ثنائهم على الموقف الروسـي وهم يعلمون إن الموقف الروسي
مرتفع الصوت بسـبب التخاذل الأمريكي والغربي وبمباركة إسـرائيلية ويكفيهم فخرا أن يحملوا
وزر هذه الدماء الطاهرة . فما معنى التضحيات إذا لم تحقق مبتغاها في الخروج بسـورية
حرة موحدة تملك قرارها رافضة التبعية لأي طرف كان ولتخرج من تحت الهيمنة الإيرانية
وليتم تدمير المخطط الإيراني .
ومن
هذه المعطيات وبعد الفرح الواضح الذي شاهدته على الفضائيات في وجوه الطفيليات من المعارضة
المبتذلة وصنيعة النظام أسـرعت للكتابة وبألم شـديد عن فرقة ضالة لا تريد الخير لهذا
الوطن وكل ما تسـعى إليه الوصول إلى مشاركة هذا النظام في سـرقة البلد وهيكلة نظام
جديد أكثر دموية وحقارة ولكي لا ننسـى من باع هذا الشـعب وإن معظم أفراد هيئة التنسـيق
والمقصودة بهذه الفرقة هم من أحزاب الجبهة التقدمية الأحزاب المفبركة من النظام ضمت
في صفوفها بعض المناضلين الذين ضيعوا نضالهم بعد سـقوط الأقنعة عنهم وظهور النوايا
الخفية لنضالهم بأنه ليس لرفعة سـوريا بل للوصول إلى السـلطة فيا حقارة الهدف وقبح
الوجه المتخفي وراء أقنعة مزيفة وركضا خلف أعداء الأمة من روسـيا وإيران ونظام يترنح
بين هذا وذاك وهم يشـاهدون هذه الدماء الزكية تراق وينكرون بإصرار على الثوار حق الدفاع
عن أنفسـهم أمام آلة القتل الوحشـية فهل يسـتحق هؤلاء سـوى معاملة من يقتل فهم شـركاء
في القتل بثنائهم على مواقف حلفاء النظام والترويج له بالالتزام وقف إطلاق النار وبمبادرة
عنان وهذا ينم عن تآمرهم مع النظام على هذا الشعب العظيم والجميع يعلم يقينا كذبة وقف القتل بل قل قليلا وعنان اعترف بعدم التزام النظام
السوري بوقف إطلاق النار وهنا أقول لن تنجح مبادرة عنان أما إصرار النظام على إجهاض
الثورة فهو ماض في القتل من اجل البقاء في الحكم ومن معه من الداخل والخارج فوجب على
جيشـنا الحر تطهير صفوف شـعبنا من هذه الطفيليات التي تساعد على قتل الشـعب في عونها
لهذا النظام وحرمان هذا الشـعب من أبسـط حقوقه في الدفاع عن نفسـه ونيل حريته وكرامته
التي انتهكت من عصابات مجرمة لا ينطبق عليها وصف النظام بل عصابة تسـلطت على مقدرات
البلاد بغطاء دولي يرفع عنها الغطاء بخطى خجولة ولكي لا تظهر للعلن حقيقة هذا المجتمع
الدولي قي التقاعسعن القيام بواجبه تجاه شـعب يقتل بوحشـية لمجرد مطالبته بالحرية والكرامة
وهي أبسـط حقوق الإنسـان في العيش الكريم وتبقى الثورة السـورية بنقائها وطهرها تحت
المجهر ويبقى شـعبنا على إصراره في إسـقاط النظام مهما بلغت التضحيات وسـنرى ما تتمخض
عنه مبادرة عنان ولكن عزاء ثورتنا وثوارنا هو الإيمان بالله ونصره القريب إن شـاء اله
والثقة بالله والهع معنا نسـأله النصر سـبحانه والله أكبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق