الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-03

المعارضة والمؤامرة على الثورة - بقلم: أبو طلحة الحولي


لا جدال أن هناك مؤامرات تلو المؤامرات تحاك ضد الثورة السورية  من قِبَل العالم العربي قَبلَ العالم الغربي ، وهذا أصبح واضحا وضوح الشمس  لدى القاصي والداني ، ولدى الرضيع والعجوز ، ولكن  هل أصبحت المعارضة السورية جزءا من هذه المؤامرة على الثورة السورية؟
لقد قامت الثورة في الداخل ، وتحركت نحو الخارج ، أي ان الذين في الخارج هم خدم لمن هم في الداخل ، ولنفترض جدلا أن الثورة توقفت ، فما هو محل هذه المعارضة التي في الخارج من الاعراب ؟
وما هي شرعيتها وما مكانتها ؟!!!
لا شيء !!!
ان المعارضة تستمد وجودها وشرعيتها ومكانتها من الثورة في الداخل وهذا ما على المعارضة ان تعرفه وان تعلمه وان لا تتجاهله ، وان تضعه نصب عينيها ، فالشعب السوري الثائر في الداخل  قادر على ان يغير أي معارضة لا تتحد لتلبي حاجات الثورة .. وهو قادر على ان يضع قيادة تقوده الى الامام بصدق وإخلاص .

ان وحدة المعارضة على تحقيق أهداف الثورة هو مطلب فوري لا يحتاج الى كل هذه المؤتمرات والورش ، فهو أمر بديهي لكل انسان صادق مع الله اولا ، وصادق مع نفسه ثانيا ، وصادق مع الثورة ، مخلصا لها ، يزن كل شيء بميزان الثورة . .

ولا أنكر انه يوجد اناس صادقون ولكن هناك أناس متسلقون ، وهناك أناس انتهازيون وهناك أناس نفعيون وهناك وهناك وهناك ...
وكل يدعي وصلا بليلى  * وليلى لا تقر لهم بذاكا
وهؤلاء سوف تسحقهم الثورة كما تسحق النظام فالثورة كالشجرة الطيبة لا تحمل إلا الثمر الطيب .

ان الصدق مع الثورة هو اساس وحدة المعارضة  ، فالثورة لا تنجح ما لم يتجرد لها اصحابها ، بحيث تملك عقولهم ومشاعرهم ، فلا يتحركون إلا لها ، ولن يتم التحرك للثورة والصدق معها اذا لم يتجرد الثائر والمعارض لله فيعلنها {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ })الأنعام:162-163).

فيكون عمله وتحركه وعضويته في المجلس الوطني لله ، وليس من أجل الشهرة والزعامة وحب الرياسة والظهور والتصوير على الفضائيات ، فكل فرد يخدم الثورة ويؤدي ما عليه لله " هي لله ، هي لله " سواء كان قائدا او جنديا ، وسواء كان تابعا او متبوعا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "  تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة " ( البخاري 2730)
انه الثائر الذي لا يريد بتظاهره وثورته سمعه ولا جاه ولا شهرة ولا رياء ..
انه الثائر الذي في الخارج  لا يريد تصويرا ولا تلميعا ولا منصبا ..
وإنما هي لله ، ثم التفاني في خدمة الثورة ..

لقد نجحت الثورة في الداخل بفضل من الله سبحانه في تكوين قيادات لها ،  وتنسيق مترابط  لا مثيل له رغم الظروف القاسية التي تحيط بهم ، والتي تشيب الرؤوس ولكن صدقوا مع الله فصدق الله معهم وأعانهم وبارك لهم في وقتهم وعملهم وسدد خطاهم ، وهم يقدمون الشهيد تلو الشهيد ، والجريح تلو الجريح ، ويحضنون القصف تلو القصف مقدمين ارواحهم لله لا ينتظرون الزعامة او الرياسة او بطاقات الدعوة لحضور مؤتمرات الجدل والهرطقة .

إن هذه الخلافات وعدم الوحدة وتخبط المعارضة في التشتت والتيه هي جزء من المؤامرة على الثورة ، سواء قصدت المعارضة ذلك أم لم تقصد ، وإذا استمر الامر هكذا فعلى الثوار في الداخل التنسيق الحكيم فيما بينهم  ، وتفويض الى من تراه مناسبا للحديث عنها في الخارج ، رضي من رضي وسخط من سخط فلا تبالي ما دامت الثورة قد قامت لله ، متجردة من الاشخاص والهيئات . فالنفعيون والانتهازيون والمتسلقون ليس لهم مكان في الثورة ، لا تابعين ولا متبوعين ، فكيف يمكن أن يكونوا قادة ، وهم لا يملكون سوى شهواتهم ، وليس لهم رصيد سوى أنانيتهم .

ان الثورة هي حياة كل انسان في سوريا ، هي كل حاضره ومستقبله ، وحياته مرتبط بها ، ونصره وحريته وكرامته متعلق بنصرها ، وعلى كل فرد وخاصة اولئك الذين يفي الخارج يجب عليهم ان تصطبغ حياتهم بصبغتها الربانية { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } ( البقرة : 138)  فإن تكلم ففي الثورة ، وان صمت فمن أجل الثورة ، وإن تقدم فمن أجل الثورة ، وإن تراجع فمن أجل الثورة ، يسير معها ولا تسير معه ، ويلحقها ولا تلحقه ، فالثورة هي الاساس والثورة هي العنوان ، يتصاغر امامها  ومهما قدم من خدمات يراها صغيرة وأنه مقصر .

لقد صرخ الشعب بهويته وأعلنها مدوية إنها ربانية " هي لله  هي لله " ومن أراد أن يحيد عن مسارها أو ينحرف عن طريقها فهو شأنه فليرحل غير مأسوف عليه ، فالثورة ماضية ، ما دام الشعب ينبض قلبه لله .

فتقدم أيها الشعب الابي ، مطمئنا بنصر الله ، خذلك من خذلك ، وأيدك من ايدك ، تقدم ومعك رب العالمين ، خالق البشر ، تقدم ومعك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
تقدم وإن تقاعست المعارضة عن وحدتها ، وكانت جزءا من المؤامرة عليك بتفتتها ...
تقدم واضرب بيد من حديد على الانتهازيين والنفعيين والمتسلقين ....
تقدم فبشائر النصر تزف نفسها للكون الجميل .. بعون الله الجليل ...
تقدم ووحد كلمتك {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} ( أل عمران : 103)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق