بسم الله الرحمن الرحيم
مَن يتابع تحرّكات المسؤولين الروس، والسياسة الروسية
المتعلِّقة بالأوضاع في سورية وثورتها العارمة.. لا شك أنه سيأسف كثيراً على الوقت
الذي يضيع في متابعة بابٍ من أبواب الحماقة العصرية، التي ستنتهي بالدولة (العظمى)
إلى كيانٍ بلا لونٍ أو طعمٍ أو رائحة، وتنتهي معها قصص (لافروف) إلى فصلٍ من فصول
(أخبار الحمقى والمغفّلين)!..
(لافروف) الذي يقود السياسةَ الروسيةَ إلى ما يشبه المرحلة
القيصرية، يرتكب حماقاته الواحدة تلو الأخرى، دون أن يرفَّ له جفن، ومن غير النظر
أو التفكير بمستقبل روسية في آخر منطقةٍ تحفظ لهذه الدولة مصالحها الاستراتيجية، فَرَسَمَ
سياسةَ دولته بناءً على وهمٍ وخرافاتٍ لا أثر لها إلا في عقله المشوَّش، وبشكلٍ يُنبئ
عن طبيعة شخصيته التي تعيش الأحلامَ التسلّطيةَ الستالينية، بنكهةٍ قيصريةٍ
ضالّة!..
لقد وضعت سياسةُ (لافروف) ووزارتُه كلَّ المصالح الروسية في
المنطقة.. على كفّ عفريت، ضمن عملية مقامَرةٍ كبرى، ستكنس نتائجُها الوجودَ الروسيَّ
من سورية، بالتزامن مع كَنس المافيا الأسديّة التي يفضّل الروس أن يرتبطوا بها
ارتباطاً مصيرياً، بسياساتهم الرعناء الطائشة، التي وَضَعَتْهُم في حالة اصطفافٍ
تامةٍ إلى جانب هذه المافيا الساقطة إلى الهاوية!..
لقد صرنا نجد في (لافروف) شخصيةً طائفيةً أكثر من بشار
ونجّاد وخامنئي والمالكي ونصر الله، وإلا ما مغزى أن يحذّر هذا (العبقريّ)، من
دولةٍ سوريةٍ سنيةٍ يشكِّل أهلُ السنة فيها أكثرَ من ثمانين بالمئة، ويحيط بهم بحر -بل محيط- من أبناء جلدتهم؟!..
كما صرنا نستيقظ وننام على تخريفات مهندس السياسة الخارجية
الروسية، التي يجعل (لافروف) من نفسه خلالها، ناطقاً رسمياً باسم عصابات بشار
وشبّيحته ومجرميه وسفلته، آخرها ما نطق به أهبل روسية: [إنّ المعارضة السورية لن
تنتصر على قوات النظام الأسديّ مهما تدجّجت بالسلاح]!.. كيف؟.. ولماذا؟.. وما هو
موقع (لافروف) من المصداقية والأخلاقية في مثل هذه التصريحات الرديئة التي تتورّط
بها الدولة الروسية (العظمى)؟!..
يأبى (لافروف) إلا أن يكون شبّيحاً في جيش بشار، لا يقلّ
حقداً عن أي (تَيسٍ) جبليٍّ حمل سلاحاً روسياً أو إيرانياً، ونزل به إلى حمص وحماة
وإدلب وحلب ودمشق واللاذقية ودرعا ودير الزور.. لينالَ رضا (الحسين) -على حدّ
زعمهم- بقتل أبناء سورية، وذبح أطفالهم، وانتهاك أعراضهم، وتشريد أسرهم، وتدمير
مساجدهم، وتحريق مصاحفهم، ونهب أموالهم وأرزاقهم، وتخريب بيوتهم، وإهلاك زرعهم
وضرعهم وحَرثهم ونَسلهم!..
لكن الذي لا يعرفه، أو لم يستوعبه الشبّيح العالميّ: (لافروف)
وزبانيته وأنذاله، أنّ الثورة السورية ماضية إلى هدفها بإذن الله، ثابتة على الحق،
متوقِّدة العقيدة، مًصرّة على انتزاع الحق في الحرية والكرامة، مَبنيّة على
الإيمان الراسخ، بأنّ قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار!.. ومَن يُقدِم على الموت
طالباً الجنة ونعيمها، لا يمكن لقوّةٍ في الأرض مهما بلغت، بما فيها خردة (لافروف)
التي يزوِّد بها عصابات القتل والجريمة الأسديّة.. أن تقفَ بوجهه، أو أن تحولَ دون
بلوغه هدفَه في التحرّر من حُكم أوباش أسد ونجاد وبوتين الأحمر!..
لن تسنحَ لك فرصة عَض أصابعك ندماً يا (لافروف)، أنت ومافيا
دولتك الهمجية المتخلِّفة، يومَ تقتلعُ كتائبُ ثورتنا المنتصرة المباركة عينيكَ من
محجريهما، وقلبكَ الأسود من بين ضلوعك، وضلالكَ من فؤادك، وعنجهيّتكَ الفارغة من
أعماق نفسك الخبيثة، كما تقتلعُ روسيةَ ومصالحهَا من أرض الشام وحقولها وسواحلها!..
عندئذٍ ستتعلّم الدرسَ الأول من دروس حرية الشعوب، التي فشل معلِّمُكَ الأحمر في
تلقينها لك.. وما عليك سوى الانتظار قليلاً، فالعبرة في الخواتيم.
5 من نيسان 2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق