الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-20

خـــــذوا حــــذركم _ بقلم: د. محمد وليد حياني


الصحوة الصحوة، اليقظة اليقظة، لانوم بعد اليوم ياأيها الأحرار, وإن كان النوم كتعاقب الليل و النهار سنة إلهية من سنن الله في خلقه، لكن ناموا أيها السوريون الأحرار في داخل الوطن وخارجه نومة ذئب، بعين مغمضة وأخرى مفتوحة، وإن كان هناك إلحاح في طلب النوم نظرا لطول اليقظة، فلتكن صحوة وغفوة، فقد ولى زمن النوم لأن كلاب السلطة وقطعان الشبيحة تدهم قرانا وبلداتنا ومدننا وتعيث فيها فسادا وإحراقا وتدميرا، ولم يتغـير واقع ومشهد ومسرح الجريمة على امتداد الوطن، بل تم ثبوت الرؤية الشرعية بصورة قطعية، ببطلان كذب النظام الفاشي  والنظام العالمي الذي يعطيه المهلة تلو المهلة، بأن الهدنة سارية المفعول، فقد خرقها النظام عشرات المرات.


عتبتم أيها السوريون الأحرار طويلا وأغلظتم القول في حلب ودمشق كمدينتين تأخرتا في الصحوة والنهوض، وهاهما هبتا، ونفضتا عن كاهلهما زمن الوسن والذهول من حجم المآسي منذ أشهر، فيما نامت مدن أخرى تحت وطأة التهديد والوعيد، بل ربما دخلت بعضها في حسابات فلكية مع النظام، ذلك النظام الذي يظهر للعالم بأنه باق رغم فساده وإفساده، وإن كان صادقا في توجهه، فليخرج دباباته من حمص العدية وليوقف آلة القصف والتدمير، فأهل حمص لايطمعون في سخائه في الوقت بدل الضائع، بعد أن لعب أشواطا في القتل والتدمير بحقهم.

كل الشواهد تدل على اقتراب سقوط النظام … أولها أنه يستخدم الطيران الحربي والطيران المروحي بصورة مفرطة في قصف بلدات الريف الشمالي لحلب وغيرها من المناطق مما يدل على عجزه على الأرض, واصطدامه في أكثر من واقعة مع الجيش الحر, وهو ليس بحاجة إلى مثل هذا النوع من النزال.

من عجائب هذا النظام الذي يتحفنا كل ردح من الزمن بظهوره وبعجائبه المضحكة المبكية، إنه يتغابى ويظن أن العالم يصدقه، فتلبيته لخطة عنان نجمت عن فكرة عبقرية بسحب الدبابات من المدن إلى أطرافها وإخفائها في حفر، وربما صبغها بألوان تشبه ألوان الآليات العادية ظنا منه بأنه سيضلل أعين المراقبين الدوليين، كما أوعز إلى جنوده ليكونوا شبيحة فوق قطعان الشبيحة، بعد أن يخلعوا لباسهم العسكري، وربما زاد من بلهه وتغابيه عندما أوعز للدبابات الرابضة غربي الطريق الدولي أن تغير مكانها إلى الضفة الشرقية منه .

اصح يانايم ووحد الدايم، أبهرت أيها السوري المستنفر والمستفز العالم بشعاراتك التي تجردت عما هو أرضي فتعلقت بما هو سماوي " مالنا غيرك ياالله " طهرا ونقاء وتضحية وفداء وبذلا وعطاء ….اصح يانايم فصحوتك ويقظتك وحذرك يقلق النظام ويتعبه ويربكه ويشتته ويعجل من سقوطه.

لملم جراحك ياأخي وتجلد، جهز سلاحك ياأخي وتقلد، ودع المضل والمنافق و المرجف وسر بدرب محمد صلى الله عليه وسلم، ضع يدك على الزناد فالمؤمن يتقدم، ولايتراجع عن عهد قطعه مع ربه.

أفيقوا يانيام يامن لم توقظكم قعقعة السلاح ودوي الانفجارات وتدمير البيوت وإجلاء السكان وكأننا في تهجير مشابه لما يجري على أرض فلسطين المحتلة . أفيقوا يامن تعيشون في واد وأهلكم في واد، فقد ولى زمن الغفلة لأن العدو يتربص بكم  حتى تغفلوا عن أسلحتكم فيميل عليكم ميلة واحدة، فلا تمكنوه من هذه الفرصة، وخذوا حذركم، واقعدوا له كل مرصد، وكثفوا حراساتكم، فاليقظة اليقظة، والصحوة الصحوة، فأنتم في رباط وكل أهل الشام في رباط إلى يوم الدين، فكونوا عند حسن ظن نبيكم بكم.

ياأهلنا في أرض المحشر والمنشر والرباط لاتنسوا أن لكم أعينا لاتمسها النار يوم القيامة بإذن الله، وكما وعد رسوله الكريم لأنكم في رباط دائم … ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة…
د.محمد وليد حياني  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق