الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-03

جولة مع الأحداث........ في سوريا – بقلم: د. عبد الغني حمدو


في كل أزمة هناك مشهدين على الأقل , الأول المشهد السياسي , و المشهد العسكري ثانياً
فلو أخذنا المشهد السياسي الآن , نجد خطة عنان المتمثلة بخطة المجتمع الدولي والعربي هي الطاغية على المشهد , بعد أن فشلت كل المبادرات السياسية السابقة , والتي لم يعرها نظام الحكم أي اهتمام , متبعاً بذلك سياسة وأوامر ولي الفقيه خامنئي , والذي يمثل وكيل الله في الأرض حسب زعمهم , فهو لا يخطيء , وسياسته معتمدة على سفك الدماء , كما معروف عنه عند الجميع.

فخطة عنان إن تم تنفيذها من قبل الحكومة السورية , وبالتالي ستمنعه من ارتكاب المجازر والذي دأب عليها نظام الحكم , وهنا سيفسح المجال لعودة الثورة السورية لسلميتها الكاملة , وستمتليء الساحات والشوارع ولن يكون القصر الجمهوري بعيداً عن متناول الثوار السلميين.

هنا لابد من التساؤل , مالذي سيكسبه المجرم بشار ومن معه من خطة عنان وتنفيذها ؟
إن عظمة الثورة السورية في أنها استطاعت الحفاظ على سلميتها , وفي نفس الوقت أفرزت قوة عسكرية متمثلة بالمدافعين عن سلميتها , تحت لواء الجيش الحر (وهذه التسمية تشمل كل من يحمل وحمل السلاح للدفاع عن أهلنا في سوريا) , فالثورة السورية هي بالأساس سلمية والجيش الحر لايضره وقف القتال من طرف العصابات المجرمة , ولكن عليه الحذر من الاستسلام , وأن يكون مهيئاً لنكوص النظام عن وعوده في أية لحظة .

منذ انطلاق الثورة وحتى قبلها أرى أنه سوف تمر بمرحلتين دمويتين , يتخللها فترة سلام مؤقتة, ليعود نظام الحكم إلى عهده السابق , وعندها ستحسم المعركة لصالح الثورة ويتم القضاء على النظام وأعوانه قضاءاً نهائياً .فلا توجد فائدة للمجرم بشار فقبوله ورفضه له نتيجة واحدة ساقط لا محالة.

فالعصابات المجرمة استنفذت كل المهل المعطاة لها للقضاء على الثورة , ولم يبق أمامها إلا ثمانية أيام , لذلك نجد استكلاب هذه العصابات وأصبحت مسعورة في قصفها وتدميرها للمدن والقرى والمناطق , للوصول بالثوار لدرجة القبول بأي شيء مقابل وقف اطلاق النار , وهنا لابد من الانتقال للمشهد العسكري على الأرض .

توجد نقطة مهمة في الحراك الثوري العسكري , وهذه النقطة بالذات قد تكون حاسمة لأي معركة كانت , ومهما اختلفت موازين القوى.

وحتى نوضح أهمية هذه النقطة , نذكر هنا ثلاث أمثلة :
في حرب ال73 اختارت القوات الاسرائيلية منطقة خالية من القوات تسمى البحيرات المرة في منطقة الدفرسوار , بدخول سبع دبابات , وكانت بداية لتطويق الجيش المصري الثالث , وعلى أثرها تم وقف اطلاق النار .

وعلى الجبهة السورية تقدمت القوات السورية في القطاع الجنوبي والأوسط ولم تجد أمامها مقاومة تذكر , في حين ركزت القوات الاسرائيلية باختراق القاطع الشمالي متقدمة باتجاه دمشق .

في عام 2003 دخلت ثلاث دبابات أمريكية القصر الجمهوري في العراق , ليرمي ثلاثة ملايين سلاحهم في بغداد.

إن اجتياح العصابات المجرمة لبابا عمرو وادلب بعدها كان لها وقع نفسي وشعور محبط عند الكثيرين , والبعض نظر لها على أنها بداية انهيار الثورة وانتصار العصابات المجرمة.

ولكن عظمة ثوارنا المقاتلين والسلميين تجاوزت تلك المرحلة وعادت ضربات الجيش الحر لها مواقع وأثر هام بعد ذلك , ليثبتوا للعالم ,أن ثورة الشعب السوري مستمرة حتى النصر بمشيئة الله تعالى.

إن تحرير بابا عمرو , وتحرير ادلب من قبل أبطالنا الأحرار ستكون النقطة الحاسمة , ومنها الانطلاق لتحرير كامل التراب السوري , لأنها سترفع المعنويات للثوار وفي نفس الوقت ستهبط أسهم العصابات إلى الصفر.

وستلتقي مع حمص وادلب الطوفان الثائر من درعا لدمشق والدير وحلب والحسكة والساحل معلنة تنظيف البلاد من هؤلاء المجرمين.

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق