عندما قال أحدهم أن قوة الثورة السورية
في غباء بشار الاسد وعصاباته، فإنه بهذه
المقولة يكون قد لامس الحقيقة ؛ لأن هذا المجرم لم يترك بشرا او شجرا او حجرا في سوريا
الا وقد استعداه على نفسه ، بالأمس كان يصور نفسه بأنه المدافع الوحيد عن الأقليات
في سورية، وهو بذلك استطاع تأجيل انضمام هذه الأقليات إلى الثورة لبعض الوقت ، و
استعمل كل اساليب الحيل والتخويف لخداع الكثير من هذه الأقليات وايهامهم بأن عدوهم
الحقيقي "هم الفئة السلفية الارهابية المندسة" وأن هذه الفئة ان استطاعت
الانتصار في هذه الثورة ، فسوف تشكل خطرا على وجودهم .
وبغض النظر عما تقوله هذه العصابة
عن نفسها بأنها تملك رصيدا شعبيا يؤهلها للاستمرار في قيادة دفة الحكم في سوريا ،
وأنها سوف تستطيع الانتصار على المؤامرة الخارجية .
إلا أنها في الحقيقة لا تملك اي رصيد
داخلي شعبي، و هي تستقوي بالغريب على أبناء شعبيها من الشعوبيين الصفويين ومن مجرمي
الضاحية الجنوبية و من العصابات المهدوية الشيعية في العراق و من المافيا الروسية.
في الأمس تم اغتيال أحد أبناء رئيس
الحزب التقدمي الاجتماعي " المرحوم اسماعيل علي حيدر" والذي كان معروفا بوقوفه
مع الثورة و دعم الحراك الشعبي بمختلف المدن بالرغم من وقوف والده الى جانب الطاغية
حتى هذه اللحظة ، الأمر الذي دعا وكالة سانا الى الاسراع باتهام المجموعات الارهابية
بتصفيته مع زميله محملة المعارضة مسؤولية هذه الجريمة.
هذا الأمر شكل بادرة غير مسبوقة ؛ تؤذن بخروج كامل
لهذه الطائفة الكريمة من بوتقة أقليات الأسد؛ والتي مازال يراهن عليها حتى هذه اللحظة
، وخاصة بعد الخروج الحاشد في جنازة التشييع وهجوم الشبيحة على المشيعين .
الأمر الذي أثار حفيظة المفكر
العربي عزمي بشارة بقوله " إن استشهاد
طالب الطب سنة ثالثة اسماعيل علي حيدر يذكرنا بضرورة التنويه بدور البلدات والمدن التي
تقطنها أغلبية عربية سورية اسماعيلية في الثورة السورية: (السلمية، مصياف، قدموس...)
والتي لم تتم الإشادة بها كما ينبغي ، و بدور
هؤلاء السوريين العرب الاصلاء الذين أنجبوا لسوريا وللأمة العربية بعضا من خيرة كتابها
ومثقفيها".
وأردف قائلا "إن مظاهرات اليوم
تثبت ان ثورة الشعب السوري الأصيلة قد اجتازت الامتحانات كافة، ولن تتراجع، وذلك بغض
النظر عن المواقف من حولها. ولا يوجد دحض أبلغ من هذا لنظرية المؤامرة على سورية ،
فالمؤامرات تحاك عليها.
ونصال هذه المؤامرات تتكسر على نصال
النبال التي باتت تغلِّف قلوب السوريين. وباللهجة السورية "الشعب السوري مكمِّل
مانو سألان"، أو "ما عادِت فَرئِت معو"، وبالفلسطيني: "الشعب السوري
مكمِّل مش سائِل". وسوف ينتصر" ان شاء الله.
في النهاية اقول أنه مهما طالت
المعاناة سينتصر الشعب السوري الثائر ؛ وسيكون انتصار الشام مدوياً في الافاق ، وسيحاسب
كل من تورط بدماء السوريين ، وسيكون أهل الشام مثل اجدادهم الامويين شديدين في الحساب،
وهذا الكلام لكل من لم يقرأ التاريخ جيدا ، ولكل من قرأه ولم يدركه حق درايته.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق