عندما يتحدَّث
النِّظام السُّوريُّ عن: ( المخرِّبين )، فهو يقصد المتظاهرين في الشَّارع, وعندما
يتحدَّث عن: ( عنف المتظاهرين )، فهو يقصد شعاراتهم وأهازيجهم، وعندما يتحدَّث عن:
( المتآمرين ) فهو يقصد المطالبين بالحريَّة، و( المؤامرة ) فهي المطالبة بالحريَّة،
و( المؤامرة الكونيَّة ) هي تطبيق شريعة حقوق الإنسان في دولة ديكتاتوريَّة!. وعندما
يتحدَّث عن: ( المجموعات المسلحة) فهو يقصد منشقي الجيش، الذين رفضوا إطلاق النَّار
على المدنيين.
أمَّا: ( السَّلفيون ) فهم المسلمون السُّنَّة، و(
القاعدة ) هم من حملوا السِّلاح دفاعاً عن أعراضهم وأنفسهم، كما سمَّى قنَّاصته في
بداية الثَّورة ( بالمندسين)، كذلك أطلق على شبيحته: ( حفظ النِّظام )، وأطلق على
أفراد الفرقة الرَّابعة: ( الجيش السُّوريُّ )، وعلى الأمن: ( الجهات المختصَّة).
وفي السِّياسة كانت: ( الدَّعوة إلى الحوار )
تعني له الدَّعوة لقبول إملاءات النِّظام، و(رفض الحوار من المعارضة ) أي رفض
استسلامها للنِّظام، وعندما تحدث عن: ( انقسام المعارضة ) فهو يقصد خلافها على
طريقة خلع النِّظام، رغم توحُّدها على الهدف!. أمَّا: (المعارضة الخارجيَّة
الخائنة ) فهي المعارضة الهاربة من بطش النِّظام، واعتقالاته، و التَّعذيب بسجونه،
و تصفية سجناءه، و( المعارضة الدَّاخلية الشَّريفة ) هي الأحزاب الشُّيوعيَّة
الهرمة، والحزب السُّوريُّ القوميُّ الاجتماعيُّ، وبعض المنتفعين.
أمَّا على
المستوى الإعلاميِّ: ( فسوريَّة) هي بشَّار الأسد وعائلته, و( الشَّعب ) هم طائفة
التَّشبيح, و( حماة الدِّيار ) هم حماة بشَّار أي: الشَّبيحة, و( الوطن ) هو كرسيُّ
بشَّار الرِّئاسي، و( الولاء للوطن ) هو الولاء لعائلة الأسد، ومن ورائها ولاية
الفقيه في إيران, و( الممانعة ) هي
منع المجاهدين من دخول الجولان لتحريرها, و( جبهة الصُّمود ) التي تضمُّ: إيران،
وحزب اللات والعزَّى، هي جبهة الصُّمود تجاه الطَّائفة السُّنِّيَّة.
أمَّا عن وصف
المظاهرات: فالمظاهرة الألفيَّة هي ( تجمُّع محدود لعشرات الأشخاص)، والمليونية
كما حصل في حماة، فهي ( حشود من المواطنين), و( انفضاض التَّجمُّع بشكل تلقائي) أي
تمَّ تفريقه بالقوَّة, و( الاشتباك مع المتظاهرين ) أي مقتل ما لا يقلُّ عن عشرة
متظاهرين من قبل قوات الأمن, و( مقتل اثنين من مثيري الشَّغب ) أي حدوث مجزرة!.
و( الاعتداءات على الممتلكات) هو التَّظاهر أمام
ممتلكات الدَّولة للتَّعبير عن الرَّأي,
و( إحراق مراكز الدَّولة ) هو اقتحام المتظاهرين لهذه المراكز لفرض كلمتهم,
و( تدمير ممتلكات الدَّولة) هو إخراج القنَّاصة والذين يقتلون المتظاهرين منها!.
أمَّا بالنَّسبة للهُتافات: فالهتاف ( للحريَّة
والشَّهيد ) تعني حريَّة للأبد غصب عنك يا أسد، وعلى لجنَّة رايحين شهداء
بالملايين, والهتافات التي ( تنادي بالإصلاح ) هي: يا الله ارحل يا بشار, واستخدام
المتظاهرين ( للحجارة والمولوتوف ) فهو هتافهم: يلعن روحك يا حافظ، وتكبيرهم، لأنَّه أشدُّ عليهم من الحجارة
والمولوتوف، بل والرَّصاص أيضاً.
أمَّا إقليميَّاً
ودوليَّاً فنرى: استخدام الغرب لعبارة ( الحلِّ السِّياسي ) وهي الأكثر تداولاً, فالمقصود
بها بقاء بشَّار بالسُّلطة، مع إصلاحات حكوميَّة واقتصاديَّة. أمَّا ( السِّلم
الإقليميُّ) فهو سلامة إسرائيل, و( الخوف على الاستقرار بالمنطقة ) هو الخوف على
مصير إسرائيل, والطَّلب من المعارضة ( الاتِّفاق و التَّوحُّد ) أي التَّوحُّد ضدَّ
وصول الإسلاميين للحكم, و( المعارضة
منقسمة ) أي لا تتماشى مع أجندات الغرب وأمريكا, و( الحلُّ الأمنيُّ ) هو ارتكاب
المجازر بحقِّ الشَّعب الأعزل. أمَّا: ( العنف غير المقبول ) فهو قتل النَّاس
لمجرد التَّظاهر، و( عدم التَّدخُّل في شؤون الدُّول ) أي عدم الضَّغط على نظام
يقمع شعباً، يمكن أن يشكِّل خطراً على إسرائيل, و( إعطاء الحصانة لبشَّار وعائلته
) أي تبرئته من دم أحد عشر ألف مدنيٍّ. أما: ( إنهاء العنف ) لدى النِّظام فهو عدم
ارتكاب مجازر جماعيَّة. أمَّا: ( وقف العنف ) لدى المعارضة، فهو عدم التَّظاهر
ضدَّ الدَّولة!.
ويمكن لأيِّ
متتبِّع لنشرة أخبار موالية، أو لأي تصريح من مسئول غربيٍّ، أن يبدِّل العبارة
بمعناها الخفيِّ، أو يقرأ ما بين السُّطور، ليعرف حجم المؤامرة الحقيقية على الشَّعب
السُّوريِّ من جميع الجهات!.
لعلَّ الكذب هو
من أكثر الصِّفات التي تميَّز النِّظام السُّوريُّ وأتباعه، فهذا النِّظام يكذب في
كلِّ شيء، وحتَّى في النَّشرة الجويَّة عن حالة الطَّقس.
اعتاد المحقِّقون
في بعض الدَّول المتقدِّمة اللُّجوء إلى آلة الكذب؛ ليصلوا إلى الحقيقة من خلال ما
تكشفه هذه الآلة، إن كان المحقَّق معهم صادقين أم كاذبين؛ ليبنوا قرارهم العادل بحقِّ
المتَّهمين، حتَّى لا يُفلت المجرم، أو يُّظلم البريء، أمام قوس العدالة، إلا أنَّ
رموز النِّظام السُّوري من أعلى الهرم، وحتَّى الطَّبقات الدُّنيا من أبواقٍ وشبيحة،
ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الآلة، فهم يكذبون صباح مساء، جهاراً نهاراً، دون خشية ولا
حياء، وقد سقط برقع الحياء عن وجوههم الكالحة، حتَّى صار الصَّغير والكبير في الدَّاخل
والخارج، يتندرون على كذبهم ويقولون: لو أنَّ رموز النِّظام السُّوريِّ قالوا: إنَّ
1+1=2 لا يُصدِّقون!.
وليد "
المعلِّك " مهندس الدُّبلوماسيَّة، وراسم معالم السِّياسة للنِّظام السُّوريِّ
منذ عقود، خرج علينا يوم الإثنين 28 تشرين الثَّاني 2011م في مؤتمره الصَّحفي، وقد
وُضعت الشَّاشات من خلفه، تعرض المسيرات المؤيِّدة للنِّظام، والرَّافضة للقرارات العربيَّة
طوال مدَّة عقد المؤتمر، لتوحي للعالم بأنَّ كلَّ شيء في سوريَّة على أتمِّ حال، وأنَّ
النِّظام ضحيَّة مؤامرة كونيَّة، يشارك فيها الأشقاء، والأصدقاء، والحلفاء، والأعداء.
تحدَّث "
المعلِّك " بإسهاب ينتقد العقوبات التي أقرَّتها جامعة الدُّول العربيَّة، بعد
يأسها من هذا النِّظام الذي كان دائماً كاذباً بوعوده، وقد اكتشفت الجامعة بعد منحه
الفرصة تلو الفرصة، أنَّ كلَّ وعود النِّظام الهدف منها المماطلة، وكسب الوقت ليوغل
بدماء السُّوريين، ظنَّاً منه أنَّه قد يفلح في كسر إرادتهم وإنهاء ثورتهم، التي باتت
رغيف الخبز التي يحاربهم بها النِّظام، ونسمات الهواء التي يريد أن يمنعها عنهم، وشربة
الماء التي يسعى ليجفِّفها قبل وصولها إلى حلوقهم.
إنَّ كذب ودجل "
المعلِّك " وثَّقته الفضائيَّات العربيَّة والأجنبيَّة، ومنظمات حقوق الإنسان،
وكمرات وخلويَّات الثَّائرين، في كلِّ المدن والبلدات والقرى السُّورية، وقد اعتمدتها
منظمة حقوق الإنسان التَّابعة للأمم المتَّحدة لمهنيَّتها ومصداقيتها، بعد منع النِّظام
السُّوريِّ من دخول الأراضي السُّوريَّة لكافَّة وسائل الإعلام العربيَّة والأجنبيَّة،
وأعدَّت تقريراً مفصَّلاً عن القمع الممنهج الذي تمارسه قوات الأمن السُّورية، وفرقه
العسكريَّة الموالية، وشبِّيحته في قمع المتظاهرين السِّلميين الذين يطالبون بالحريَّة
والكرامة والدَّولة المدنية، مستخدمة السَّلاح الثَّقيل من مدفعيَّة، ودبَّابات، وراجمات
صواريخ، وقصف جويٍّ، وأسلحة متوسطة وخفيفة، أسفرت عن مقتل الآلاف من الرِّجال والنِّساء
والأطفال، واختفاء واعتقال وتشريد وتهجير الآلاف إلى الدُّول المجاورة، وكلُّ ذلك وثَّقته
منظمة حقوق الإنسان، والتي سترفع تقريرها إلى مجلس الأمن، موجِّهة المسؤوليَّة الكاملة
إلى رأس النِّظام بشَّار الأسد، لإحالته إلى محكمة الجنايات الدَّوليَّة للنَّظر فيه،
بعد ارتكاب النِّظام جرائم ضدَّ الإنسانيَّة بحقِّ الشَّعب السُّوري.
أخطأ من قال:
" إنَّ الكذب ملح الرِّجال " والصَّحيح: (أنَّ الكذب ملح الجبناء).
فلكم الله وحده يا ثوَّار سوريَّة، وقد وعدكم
بالنَّصر إن صبرتم، فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون.
أختم بقول الشَّاعر:
لا تأسفنَّ على
غدر الزَّمان لطالما رقصت
على جثث الأُسود كلاب
لا تحسبنَّ برقصها
تعلو على أسيادها فالأُسد أُسد
والكلاب كلاب
تبقى الأُسود
مخيفة في أسرها حتَّى
وإن نبحت عليها كلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق