منذ تغافل الشـعب السـوري بفطرته البريئة حول النوايا عن الخيار
الاسـتراتيجي الذي اعتمده حافظ الأسـد عن الأرض مقابل السـلام هذا الخيار الذي
أنهى الحرب مع إسـرائيل وبدأ السـيناريو الإيراني وأذرعه الخفية والمعلنة في إعلان
حرب متفق عليها مع إسـرائيل نظرا لحجم ما تكبدته إسـرائيل من خسـائر تكاد لا تذكر
في الوقت الذي دمر فيه لبنان ويأتي دور إيران لتضخ الأموال لتلميع الوجه القبيح
لحزب الله وتسـويقه كقوة اسـتطاعت أن تهزم العدو الإسـرائيلي بعد فشـل الدول
العربية مجتمعة وشرعنه سـلاح حزب الله في جنوب لبنان هو بداية الخطر للتسويق لعدو
أخطر من إسـرائيل اشـتركنا فيه جميعا بحسـن النوايا وتحويل الخسـائر إلى انتصار
الذي تعودنا عليه بعد كل حرب مع إسـرائيل هو السـمة الطبيعية لمحور الممانعة
والإعلام الموجه والجيش العقائدي والمتاجرة في القضية الفلسـطينية أعطت النظام
السـوري فرصة لمن يجهل حقيقته صورة مخادعة حتى رسـخ تحالفاته وخاصة بعد الكذبة
الكبيرة التي أطلقها بوش الابن عن الحرب على الإرهاب ليتدخل في جميع البلاد ويعطي
الأنظمة الاستبدادية شـرعية لأعمالها وإجرامها من خلال مسـاعدته في ملاحقة القاعدة
والتي تحول بدوره إلى حرب على الإسـلام وللأسـف الشـديد وبمسـاعدة أمريكية وغربية
وخاصة من بريطانيا ازداد النفوذ الإيراني في المنطقة وبدأ الحلم القديم يجد طريقه
إلى النور في إعادة دولة فارس إلى الوجود ولكن بلبوس
إسـلامي تخفي خلفه حقد دفين
للعرب والمسـلمين واسـتطاعت الأخيرة أن تخترق الحركات الإسـلامية من خلال
المسـاعدات المشـبوه لتفرض عليها أجندة إيرانية تنفذ من خلالها إلى المجتمعات
العربية والدولية وهذا ما يحدث اليوم وأنان والمراقبين شـهود زور على شرعنه هذا
الهدف وإلا ما فائدة المراقبين الذين يتوافدون إلى سـورية بالقطارة ولم يحققوا أي
هدف مرجو من وجودهم ولم يوقفوا القتل بل يعطوا الفرصة للناطق باسـم النظام السـوري
الروسي لافروف ما يريد النظام الترويج إليه ويحصي القتلى وعدد الاختراقات في الوقت
الذي لم تسـتفيد المعارضة السـورية من اعتراف أممي صريح بأن المعارضة طرف ثاني من
خلال مبادرة أنان في حق التسـليح أو منع التسـليح للطرف الآخر وهنا تكمن المصيبة
في معارضة تبحث عن مناصب أو ظهور إعلامي وكل يغني على ليلاه حسـب الهوى والانتماء
وهذا الأخطر في إعطاء المجتمع الدولي المتخاذل فرصة للتنصل من واجباته اتجاه الشعب
السوري ويعطي النظام السـوري فرصة إضافية للقتل وما يحدث في مصر اليوم ليس ببعيد
عن الشـأن السـوري لتأزم العلاقة بين السـعودية ومصر وخاصة عندما نسـتحضر تصريحات
المرشـد الأعلى في إيران إن مصر سـتصبح إيران ثانية وتيار فاعل في صفوف الإخوان
المسـلمين يعتبر إيران ليسـت عدوة للعرب ونظرا لدور السـعودية الداعم للثورة
السـورية أرادوا افتعال هذه الأزمة تأكيدا على دور نبيل العربي الرافض لحماية
الشـعب السـوري رغم مرارته ولكن أصبح شـر لابد منه أمام أطماع إيران وروسـيا في
شـكل جديد من استعمار غير معلن للمنطقة وتنامي حركة التشـييع فيها كما نجده في
تصرفات المالكي في العراق وطرح مشـروع اتحاد مع إيران وهنا تكمن المصيبة عندما
يصبح العدو صديقا والتغافل عن حقيقة وجهين لعملة واحدة إيران وإسـرائيل ومن حولهما
الغرب ومن يريد محاربة الإسلام معتدلين كانوا أو متشـددين وتنامي دور الحركات
المسـيحية المتطرفة في العالم في تعتيم إعلامي لهذا الموضوع فهل يأتي الحل من دولة
اعترفت بوجود مئة ألف روسـي في سـورية وهي
موجودة لمسـاعدة النظام في قتل شـعبه فالإعدامات الميدانية والعشـوائية هي
الطريقة الروسـية في التعامل مع من يعارضها ومن ثم ثقافة الإجرام والحقد الإيراني
الذي ليس له مثيل عندما يعتبر التيار الشـيعي ألصفوي قتل المسـلم السـني هو تقرب
إلى الله فأي شـريعة هذه التي تبيح قتل الناس لمجرد الانتماء لغيرها وهذا هو مبدأ
اليهود أيضا بعد تحوير الوصايا العشـر ومنها إباحة قتل واسـتعباد الاممين ( أي
الأمم التي لا تنتمي إلى بني إسـرائيل ) أليس هذا هو الشـبه الكبير بين إيران
وإسـرائيل وكوفي أنان ومبادرته التي جاءت في سـياحة للموت في سـورية ومع هذا
سـننتظر يوم الخامس من شـهر أيار وليبقى التساؤل الكبير حول مهمة أنان وماذا بعد
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل ستبقى حجة اختلاف المعارضة مع علمهم
بوجود معارضة مخترقة من قبل النظام ومعارضة خرجت من رحم النظام وبعد هل الموت
والتنكيل بالشـعب السـوري هو عقاب أممي لعدم فهم هذا الشـعب لرياء وكذب المجتمع
الدولي وماذا بعد القتل أليس مشروعا أن نطرح هذا السـؤال بعد أربعة عشر شـهرا من
القتل لن يمل الشـعب السـوري ولن ينتهي وهناك ولادات في شـعب حر مؤمن بالله وبحرية
هي حق وهبة من الله وهذا ما يحرج العالم هم يخيفون الناس بالموت فماذا حين يطلب
الناس الموت لنيل كرامتهم ماذا بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق