تعودت بين
الحين والآخر أن أتلقى بعض الانتقادات على قصائدي والتي تأتي ممن يعتبرون أنفسهم
(خبراء) بالشعر ويعتقدون أنهم (يكشفون) فيها حقيقة عدم اتباعي أوزان (بحور
الفراهيدي).
أرد على هؤلاء بأنهم كمن (فسر الماء بعد
الجهد بالماء). فلو أنهم كلفوا أنفسهم وزاروا موقعي الشعري على غوغل، والذي أنشر
فيه كافة أعمالي، لقرؤا تلك المعلومة والتي وضعتها بنفسي على الصفحة الرئيسية حين
أنشأت الموقع قبل سنوات. لا أنتقص في هذا السياق من قيمة الشعر الموزون، بل على
العكس أعتبره موهبة ومهارة ليستا عندي.
بامكان
القراء أن يدعون قصائدي شعراً أو نثراً أو شعراً نثرياً أو نثراً شعرياً أو غير
ذلك مما يشاؤون، فهذه ليست الأولوية عندي، بل الموضوع الذي أوظف من أجله الصور
والخيال من جهة والمعاني والقوافي من جهة ثانية. ويكفيني أن قصائدي قد
وجدت طريقها إلى أكثر من مئتي موقع أدبي وسياسي واجتماعي سوري وغير سوري على
الانترنت، وقدمني البعض بشاعر الثورات العربية.
رداً على تلك الانتقادات التي تأتي بين
الحين والآخر، رأيت أن أريح النقاد وأجيب بهذه القصيدة.
قصتي مع الشِـعر
والحاضر يعلم الغائب
بحورُ الشِـعرِ موهبةٌ لا أدعي السِـباحةَ فيهـا
فبحارُ اللغةِ تحوي لؤلؤاً لكلِ
غَطّاسِ
المعاني سَـفينتي والصورُ والقـوافي
ومراكبُ الخيالِ لها في مَرفئي مَراسـي
أنشَـدتُ للثوراتِ العربيةِ
فدعوني بشـاعِرِها
ووظفتُ قصائِدي لتدافِعَ عنها كَحُراسِ
لما تداعى الناسُ لِنُصرتِها كنتُ
أولَ الحضـورِ
جعلتُ الحريَـةَ قلمي والكرامَـةَ قِرطاسـي
أقسَـمتُ لا أكتبُ لغَـيرِها حتى تنتصرَ
مَجَّدتُ أبطالَها بأهازيجٍ وشُـهدائها بأعراسِ
جعلتُ مِنْ قصائِدي
لِتضحياتِهمْ دواويناً
وجعلتُهـا على رِقابِ
الحُكّـامِ كأمواسِ
عرَّيتُ المجرمينَ مِنْ رؤوسِـهمْ إلى أذنابهِـمْ
وسَـمَيتُهمْ بأسـمائِهمْ تجنباً
لأيِ التباسِ
مِنْ شَـرِ العابدينَ إلى فِرعَـونَ
وقـذافي
ومِنْ طالِـحِ اليمنِ
إلى الوريثِ الرِئاسـي
لَمْ يَسـلمْ
واحِـدٌ مِنْ مَخالبِ
أشـعاري
ولا
كُـنتُ لواحِـدٍ مِنهُـمْ
بناسي
أمهرتُ قصائِدي باسـمي وترفعتُ عنْ المسـتعارِ
فمنْ يُمضِ
حياتَـه متخفياً لايجِـدُ لهُ مُواسـي
ما اسـتَحضَرتُ التاريخَ
إلا وأنصفتُـهُ
وما تحدَيتُ طاغيةً
إلا وكنتُ صعبَ المِراسِ
ودومَ أبحثُ
عنْ أمجـادِ أُمَّتي
لأُحدِّثَ بهـا
جعلتُ تُراثَهـا
دليلي وحَضاراتِها نِبراسـي
ولطالَما دعوتُ البَشَـرَ
للتعايُـشِ بسَـلامٍ
مِنْ رافِـعِ الآذانِ إلى قارعِ الأجراسِ
ولطالَما رفعتُ رايَـةَ المقاومَـةِ وقلتُ
إنَّ كُـلَّ عُدوانٍ نهايتُـهُ لإفلاسِ
وكتبتُ في الغزلِ مِنْ بعضِ ماكتبَ قَيـسُ
كِتاباتي في
الغَـزَلِ عليها بَصماتي
ولها مَقاسـي
وما بَخِلتُ يومـاً
على أحبَّـةٍ غادرونا
فالدموعُ تُفرِّجُ
الكَربَ والرِثاءُ يُهَوِّنُ
المآسـي
وكتبتُ عنِ
الحيـاةِ وبعضِ ملامِحها
للحياةِ فكٌ تختلطُ
الأنيابُ
فيهِ بأضراسِ
وأقمتُ للشِـعرِ الأمسياتِ وحملتهُ إلى المناسَـباتِ
جمعتُ حولَـهُ
في المِـهجَرِ أهلَ مِحرابٍ
وقُداسِ
وفي هذا الخِضَّمِ
سـأتركُ الفراهيدي لأهلِـهِ
وسـأكتبُ قصائِدي لزَماني وناسـي
أنْ تُرضيَ الجميعَ فغايَـةٌ لاتُرتَجى
وفي الحياةِ أردِيَـةٌ لِكُـلِّ ذوقٍ ومِقياسِ
***
طريف يوسـف آغا
شـاعر الثورات العربية
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
هيوسـتن / تكسـاس
الثلاثاء 17 جماد الآخر 1433 / 8 أيار، مايس 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق